أرأيتم المحتل الأميركي وهو يعقد جلسة للعربدة وينصُب نفسه قاضياً ويتنصل من براهين وحشيته، ويهب نفسه صكوك الغفران و البراءة من دم ضحاياه ويداه مخضبتان بالدم وتقطران إرهاباً !!.
وهل هناك فجور أكثر من المجاهرة على الملأ الدولي أن ما جرى من استهداف متعمد لمئات المدنيين في الباغوز بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً هو عرف أميركي مجاز و ليس انتهاكاً لقوانين الحرب ولا يستدعي العقاب !!.
لا نجافي الحقائق إن قلنا ليس هناك أكثر صفاقة من أميركا، ولا نبالغ حين نلبسها أوسمة العار و نهيل عليها أشنع توصيفات قبح السلوك وفداحة الإجرام، فإناء إرهابها لا ينضب، وتاريخها وحاضرها حافلان بفظائع تهز الضمائر وتستفز المشاعر الإنسانية.
لقد اتخمنا من مسرحيات الاستغباء التي تخرجها واشنطن وشيطان إرهابها حاضر بكل تفاصيلها، وسئمنا سيناريوهات التضليل التي لا تمل الإدارات الأميركية اجترار أكاذيبها لشرعنة أفعال غير مشرعنة بالقوانين الدولية، فكل ما تقوم به أميركا لا معايير فيه للأخلاق ولا للضوابط الإنسانية.
في كل ما يجري من انفلات أميركي من الالتزامات الأخلاقية وتطاول مشهود على المواثيق الدولية، يظهر عجز وتواطؤ الأمم المتحدة، ليس فقط في ما جرى ويجري الآن من إرهاب منظم بحق أهلنا بالجزيرة، بل في كل منطقة في العالم تغرقها أميركا بالتعديات و تفخخها بديناميت الإرهاب.
أي متابع لفائض الغلو الأميركي بالإجرام يستفزه الصمت الأممي، و تثير حميته الإنسانية صور الانتهاكات الوحشية، فكيف تستسيغ المنظمات الدولية المعنية مجاهرة واشنطن بالتمادي على حقوق الإنسان أولاً وعلى استقرار الدول وسلامة شعوبها ثانياً وتترك لواشنطن وسفاحيها تلوين الرقعة الدولية بالدماء؟!.