هو خبر سار جداً أن تعود محطة أبقار جب رملة إلى العمل بعد توقفها لأسباب تتعلق بالكهرباء ونقص المحروقات، فالمحطة إلى جانب كونها تربي أبقاراً أيضاً تم مؤخراً إلحاق معمل للألبان والأجبان بها، وباتت تنتج وتصنع وتورد إلى الأسواق، وهي بذلك حققت المعادلة واستطاعت أن تسير بخطين متلاقيين ومتكاملين هما إنتاج المواد الأولية، ومن ثم تصنيعها، بما يعني أنها مصدر حقيقي للقيمة المضافة.
وبالبحث في تفاصيل الخبر نجد أن المحطة كانت قد أطلقت نداء استغاثة بعد أن تراجعت كميات المحروقات المخصصة لها لتشغيل المحطة ومعمل الألبان في ضوء غياب شبه كامل للكهرباء، ما أدى إلى توقفها، والشيء الإيجابي هنا أن نداءها لم يذهب أدراج الرياح وإنما ترددت أصداؤه في أروقة محافظة حماة وكانت الاستجابة سريعة وملبية للغرض، بأن تلقت دعماً مباشراً، وأعيد لها مخصصاتها من المازوت، لتستكمل أعمالها في المحطة والمعمل والسقاية كونها تزرع أيضاً نباتات علفية للأبقار.
وبهذا الإجراء المسؤول من قبل القائمين على محافظة حماة نلمس كم هو ضروري اتخاذ قرارات استثنائية في الأوقات الاستثنائية والصعبة، بعد تحديد الأولويات والذهاب باتجاه الضروريات والتفاصيل الأكثر حساسية ودقة.
إن توقف مثل هذه المحطة يترتب عليه الكثير من التبعات السلبية، التي ستؤثر على الأبقار وإنتاجها، وعلى العاملين بالمحطة، والموردين، والناقلين، وغير ذلك هذا إلى جانب التكاليف الإضافية التي نجمت عن التوقف وأدت إلى نقل الحليب المنتج في المحطة إلى معمل ألبان حمص لكون معمل الألبان في المحطة كان متوقفاً..
وهذا انعكس على المستهلك أيضاً، الذي كان قد اعتاد تأمين احتياجاته من مشتقات الحليب والألبان من المعمل..
وباتخاذ قرار توفر المحروقات لهذه المحطة، وتشكيل لجنة من قبل المحافظة لمتابعة عملها، وتأمين كل ما تحتاجه يعتبر خطوة متقدمة في إطار العمل التنفيذي الذي حدد الخيار الصائب واتخذ القرار بشأنه، فذهبت كل المشكلات الملحقة بمشكلة نقص المحروقات وتلاشت وعادت الأمور إلى طبيعتها..
ولعل في هذا ما نحتاجه اليوم في عملية اتخاذ القرارات التنفيذية على صعيد الاقتصاد والإنتاج والتصنيع والنقل والخدمات وغيرها، بحيث نجد الكثير من المشكلات تحل، لكنها بانتظار قرار جريء ومسؤول يتناسب مع الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد اليوم، والمرتبطة بتبعات الحرب العدوانية على سوري، والحصار الجائر، والعقوبات الاقتصادية أحادية الجانب..
وإن كنا قد تأخرنا اليوم باتخاذ القرار الصائب فلا يجب أن يفوتنا ذلك غداً لأن عربة المستقبل قادمة بسرعة ولا تنتظر المتأخرين..