الثورة – فردوس دياب:
إنه عبق الإصرار على الحياة والتشبث بتراب وجذور هذه الأرض التي رويناها بدمائنا لتزهر إرادة وعطاء وانتماء لهذا الوطن الشامخ بشعبه وهويته وانتمائه.
من حقول الورد التي فاح منها عبق “الوردة الشامية” افتتح أهل قرية المراح بريف دمشق مهرجان قطاف ملكة الورد وسفيرة السوريين الى العالم، مهرجان وردتهم الأغلى والأجمل التي باتت عنواناً يطبع هذه القرية الجميلة التي انتشر عبقها في كل أنحاء سورية.
الاحتفال بالوردة الشامية بات طقساً سنوياً من الطقوس الجميلة التي يحتفل بها أهل المراح، وكأنه عيد بالنسبة لهم، في ظل دعم الجهات المعنية بذلك من أجل دعمهم في تكريس هذه الحالة الجمالية التي تضيف الكثير من الجمال إلى لوحة الوطن بأكملها.
الفرح المتناثر على وجوه الأهالي وهم يقطفون وردتهم الأحلى، عكس أهمية هذا المهرجان كونه أصبح جزءاً من عاداتهم الاجتماعية والثقافية التي تحكي ثقافة وعراقة وحضارة السوريين الذي يتجذرون في عمق التاريخ الإنساني والحضاري.
الدعم الحكومي والشعبي متواصل ومستمر وذلك في إطار برنامج إحياء الوردة الدمشقية والمحافظة على سلالاتها المحلية، البرنامج الذي يهدف إلى التوسع في زراعتها وتقديم كل ما يلزم لاستثمار وتسويق منتجاتها بالشكل الأمثل، وكذلك تمكين أهالي قرية المراح من الاهتمام بوردتهم على أكمل وجه ومساعدتهم على توفير كل المستلزمات التي تمكنهم من القيام بذلك، كتأمين الغراس للفلاحين، والآليات الهندسية لاستصلاح الأراضي، وزيادة عدد المشاتل، لا سيما و أن قرية المراح هي الوحيدة التي تزرع الوردة الشامية كبساتين وأشجار مثمرة بطريقة بعلية.
يذكر أن الأمانة السورية للتنمية قامت في عام 2018 بترشيح الوردة الشامية كعنصر تراثي حيث تم إدراجها فيما بعد على قائمة التراث اللامادي في منظمة اليونيسكو عام 2019.