الثورة – ديب علي حسن:
أما وقد وضعت الحرب علينا الكثير من أوزارها وحقق شعبنا وجيشنا وقائدنا النصر السياسي والعسكري الذي اعترف به العالم كله فقد حان لنا أن نسأل: لماذا لا يصرف هذا النصر في المجتمع كما في السياسة والميدان..؟
ونحن نطرح السؤال كان العنوان أمام ثلاثة احتمالات: لماذا يغيب العقل الاجتماعي السوري.. والثاني: هل غاب.. والثالث: العقل الاجتماعي السوري.. والاحتمالات كلها لا يمكن أن تنفي وجود هذا العقل الذي يجب أن يواكب النصر الذي تحدثنا عنه.
من يتابع المتغيرات التي تركتها الحرب العدوانية على سورية هو ايضا أمام الكثير من الطروحات.. ببساطة لو لم يكن المجتمع السوري قوياً متماسكاً فاعلاً لما استطاع النصر والصمود… والثاني سيقول بل ربما يطرح سؤالاً مراً: أين كان هذا الذي نراه الآن من جشع وطمع واستغلال… هل هذا من قيم مجتمعنا؟
بالتأكيد تترك الحروب آثارها ولا يمكن إلا أن يظهر العفن الذي أختبأ لفترة من الزمن.. وهذا طبيعي..
ولكن لماذا يسمح له أن يستمر ويزداد ليصل مرحلة الظاهرة هذا هو السؤال.
يحيلنا الأمر إلى الأسباب غير المباشرة أولها غياب التنوير ونشر الوعي الاجتماعي من مناهجنا وإعلامنا وجامعاتنا ومدارسنا وتحولها إلى مراكز جني المال والبحث عن تحصيل عال لكن دون مردود اجتماعي من القيم.
الكل يريد هذه المهنة أو تلك لأنها تجني المال وفي جشع الكثير من الأطباء وغيرهم دليل على ذلك.
خططنا التنموية التي تقرها الحكومة هي لبناء الحجر دون البشر وهي مشغولة بحسابات الربح والخسارة المالية دون الربح المجتمعي والقيمي.
يضاف إليها التصريحات التي يدلي بها الكثيرون من المسؤولين وهم يصولون ويجولون ممنين الشعب بالحديث عن مبالغ الدعم وعن. .
لقد تحولنا إلى لاهثين للخلاص الفردي الذي لم يكن ولا يمكن أن يكون سمة من سمات مجتمعنا..
ولكنه بدأ يتمظهر مع الإشارة إلى أن الوعي المجتمعي والقيمي لدى المجتمع الأهلي في الكثير من الأحيان يسبق الوعي الحكومي ولكنه يحتاج إلى دعم وترسيخ.
واللافت هنا ويجب أن يقال: إن السيد الرئيس بشار الأسد قائد النصر في كل خطاب ولقاء له يركز على المنظومة المجتمعية وقيمها.. على الأسرة والفرد والوعي ونشر التنوير وضبط المصطلحات ذوإعلاء قيمة العمل المنتج والإنساني.
يرسم خطوط العمل القيمي الذي يجب أن يكون الشغل الشاغل للمؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية والتعليمية والمجتمع الأهلي بالتعاون والتفاعل مع الحكومة.. وضمن خطط عمل واضحة ورؤية استراتيجية وضع السيد الرئيس بشار الأسد ملامحها وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية.
عقلنا الاجتماعي فاعل ومهم ولكن في الكثير من الأماكن أصابه صدأ الأنانية ويجب أن يطهر منها.. عقدنا الاجتماعي السوري هو العقد الأكثر رصانة في العالم..
وبين العقل والعقد جدلية العمل التي يجب أن تكون حاضرة كل ساعة وكل يوم.. وهذا يعني العودة إلى مشاريع التنوير والاستثمار في العقول وبنيتها المحصنة بالقيم قبل استثمار الحجر.