غداة رحيل الناشر عدنان سالم.. بفضل دار الفكر.. من “اتحاد الكتاب” إلى المنظمات الثقافية العربية والدولية

الدكتور جورج جبور
غاب عن عالمنا صديق عرفته شخصياً في معرض الكتاب عام 1992، آنذاك، في إطلالة على معروضات دار الفكر، تقدم مني من ابتدأ حديثه بامتداح مقال نشرته جريدة الحياة اللندنية أوضح به كيف عالجت الجمعية التأسيسية السورية عام 1950 موضوع مكان الإسلام في الدستور السوري الأول بعد الجلاء، عرفني بنفسه، هو عدنان سالم.
ثم كانت لي معه تجربتا نشر ماأزال انظر إليهما برضا.. سألني تأليف كتاب عن حقوق المؤلف، أجبته: ليس الأمر ضمن أولوياتي، لكن لدي عدة أبحاث عن الموضوع كتبتها تلبية لدعوات، إليك هي، بإمكانك أن تصنع منها كتاباً، وفعل، وصدر كتاب أنيق مكتمل المواصفات عن دمشق وبيروت حظي على الأقل بأربع مراجعات في وسائل ثقافة وأعلام مقدرة.
ثم كانت التجربة الثانية التي أرى أنها ساهمت في حدث دولي.. في 2008 ألقيت محاضرة في مبنى اتحاد الكتاب العرب وبدعوة منه.
في تلك المحاضرة ، وعنوانها: “العربية وحرب اللغات”، طالبت القمة العربية المقرر عقدها في دمشق بعد أشهر، طالبتها بإحداث يوم للغة العربية، لم تستجب القمة، ما لنا ولهذا الآن.
إلا أن المحاضرة تحولت بعد ذلك كراساً بالغ الأناقة يوضع في الجيب ويوزع بسهولة في أي مجلس، كان ذلك بفضل رسالة مرهفة تلقيتها من فقيدنا الكبير، قال في رسالته انه سيوزع الكراس حسبة لنشر فكرته، وكانت للكراس أصداء منها أنني أهديت عشرات النسخ منه إلى مجمع اللغة العربية بدمشق باتفاق مع من هو الآن رئيس المجمع ومن الإهداء كان تبني لجنة التمكين لاقتراحي إحداث يوم للغة العربية وإرساله إلى المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة.
تحدثت عن تجربتي نشر لي مع الأستاذ سالم أول رئيس لاتحاد الناشرين السوريين، هما شأن خاص معه ومع دار النشر التي أسسها، إلا أن الدار أكبر بكثير جداً من أن يقصر ذكرها على تجربتي معها.
هي أبرز دار نشر سورية في تاريخ دور النشر السورية ولاأستثني، هي أهم من قدم الكاتب السوري إلى القارئ العربي ولا أتحفظ.
هي من بين دور نشر عربية قليلة اهتمت بالمعالجة الجادة للمسائل الفكرية الكبرى التي تشغل بال النخب الثقافية العربية.
وكان فقيدنا هو البحار الماهر الذي قاد سفينة الخير عبر محيطات مضطربة من السياسات العربية، محيطات ملأى أيضاً بقراصنة الفكر والنشر.
لم يكن الرئيس الأول لمنظمة مشهرة قانوناً تدافع عن الملكية الفكرية، كان رئيسها الثاني إثر وفاة المؤسس المحامي الأستاذ الشاب ربيع خشانه، رحمه الله، إلا أنه أنشأ ما هو حتى الآن أول نشرة شبه دورية يرصد بها انتهاكات حقوق المؤلف والنشرة ماتزال نشرة” بالمرصاد”، رغم توقفها، تشغل حيزاً في ذلك الجزء من مكتبتي المكرس للملكية الفكرية.
ولم يكن الأستاذ عدنان سالم رائداً يعمل بمفرده، نجح في أن يكون له ما يشبه المؤسسة المتكاملة، عرفته جيداً ولكنني من خلاله تعرفت على كوكبة من العاملين معه في داره وفي محيطه ممن أعتز بقدراتهم وبصداقاتهم.
رحم الله الصديق الكبير أبا حسن، ولن تتيتم دار الفكر العريقة بل ستستمر مزدهرة رائدة بفضل ابنه ومحبيه ومناصري غرسته المباركة.

آخر الأخبار
إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار