التفاؤل والتشاؤم كما نعلم، أمران مختلفان نشعر بهما ويشعر بهما الكثيرون حيال حالات أو مواقف أو مسائل نراها ونعيشها أو نسمع بها ، وإذا أردنا أن نسقط هذا المفهوم الذي يسمى في العربية طباقاً على رياضتنا نؤكد أن التفاؤل والتشاؤم أمران نشعر بهما طالما نحن في حياتنا الرياضية ويبدوان في الواجهة عند أول مناسبة أو مشاركة أو منافسة ، والآن يتصدران المشهد بعد أن تم انتخاب اتحاد جديد لكرة القدم في بلدنا ،بعد أن انتهى المؤتمر الانتخابي تابعنا ردود الأفعال وكانت منقسمة بين متفائل أفرط في ذلك وبين متشائم له أسبابه أيضاً وهناك حالة من الاعتدال عند الطرف الثالث .
المتفائلون أطلقوا لأصواتهم العنان وللمواقع التي ينتمون إليها أعلنوا من منابرها أن الحق عاد إلى أصحابه وأنه لا يصح إلا الصحيح وأن كرتنا أصبحت على الطريق القويم وأن وأن… إلى ما هناك من إطراءات فاقت الوصف ، والمتشائمون كانت لهم وقفاتهم أيضاً قالوا: إن الأمور لم تسر بالشكل الصحيح وأن الانتخابات كانت تمثيلية على حد زعمهم ،وألقوا بتبعات النتائج على أطراف أخرى ساهمت في ترجيح كفة على كفة ،ومما تقدم يأتي السؤال كيف نرى هذا المشهد ..!!؟
نحن نرى المشهد أن ثلاثة أعضاء جدد دخلوا لأول مرة إلى اتحاد كرة القدم وأنه لأول مرة أيضاً يدخل عنصر أنثوي أيضاً، أما الباقون وكما تشير الوقائع والتاريخ ليسوا جدداً بل تمت تجربتهم سابقاً، منهم جرب في دورة، ومنهم دورتين ومنهم أكثر من ذلك وهذا يعني أن سبعة ممن هم الآن من عداد اتحادنا لكرة القدم قد تمت تجربتهم ، وأنهم شركاء في الضراء والسراء وأنهم في كثير من الأحيان لم يكمل بعضهم دورته الانتخابية التي تمتد أربع سنوات بل حدثت في عملهم أخطاء ضمن اتحاداتهم المتعاقبة وهذه الأخطاء أدت إلى المطالبة باستقالتهم أو إقالتهم .
نحن لن نبالغ في التفاؤل والتشاؤم لأن تفاؤلنا قد يصدمنا ولأن تشاؤمنا قد يجبرنا على الاعتذار ..والفيصل الآن في المدى المنظور عملياً، تحتاج كرتنا إلى الكثير من العناية والتدبير، فهل يستطيع من جاء الآن وثلاثة أرباعه ممن جربوا أن يضع الكفة في ميزان التصحيح ؟!!
المطلوب ألا يتكرر مشهد استقالة الاتحاد الكروي بعد عام أو عامين ، كما جرت العادة، ولا نتمنى لأحد الفشل، بل نريد أن نرى اتحاداتنا يداً واحدة وعلى مسافة واحدة من جميع الكوادر، لكن التجارب التي تابعناها ومرت باتحاداتنا تجعلنا في موقف من الحذر الشديد !!لنؤكد مرة ثانية وثالثة ورابعة أننا ننتظر المزيد من العمل البنّاء ..