من الإيبولا وأتراكس، مروراً بأنفلونزا الخنازير، والطيور، وصولاً إلى كوفيد19، وجدري القرود.. تتعدد الأمراض والأوبئة القاتلة، ولكننا في الوقت ذاته نستطيع الجزم بأن مصدرها واحد، وهذا المصدر بات مؤكداً أنه المختبرات البيولوجية الأمريكية التي تنشط في أكثر من 36 دولة حول العالم، وهذا كله يتم طبعاً بإشراف وتمويل مباشر من وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون”.
هي حقائق دامغة أكدتها موسكو مراراً وتكراراً ولاسيما بعد أن حصلت على وثائق خطيرة وسرية للغاية بعد عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وأكدت وزارة الدفاع الروسية اكتشاف 10 مشاريع أمريكية في أوكرانيا يتم العمل فيها على نشر الأمراض والعدوى شديدة الخطورة، مع العلم أن المسؤول الأساسي عن هذه المشاريع هو معهد “والتر ريد” للأبحاث التابع للقوات البرية للجيش الأمريكي في ولاية ماريلاند، والذي تم تشكيله من قبل البنتاغون منذ عام 1997 ويضم مختبرات للقوات البرية والبحرية، بالإضافة إلى قواعد عسكرية منتشرة في مناطق مختلفة من العالم.
ولنا كذلك أن نستشهد في هذا الإطار بما قاله قائد قوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في القوات المسلحة الروسية، إيغور كيريلوف، بأن مكان مصدر فيروس جدري القرود في نيجيريا مؤخراً كان تحت إشراف الولايات المتحدة ومختبراتها البيولوجية، حيث تعمل هناك أربعة مختبرات بيولوجية أمريكية على الأقل.
وهنا من الضروري أن نشير أيضاً بأن التصريحات التي تدين الولايات المتحدة، وتجرمها بالاسم باستخدامها للأسلحة البيولوجية، ونشر الأمراض الفتاكة، والأوبئة القاتلة، واستثمارها بالطيور المرقمة، واستغلال حركة هجرة هذه الطيور السنوية ليصار إلى تفجيرها لاحقاً بعد تحميلها بالأوبئة المصنعة أمريكياً، فوق هذه الدولة المناهضة للسياسات العدوانية الأمريكية، أو تلك، لم تأت – أي التصريحات – فقط من موسكو، وإنما باتت الكثير من الدول وعلى رأسها الصين، التي لا تنفك تطالب الولايات المتحدة بتقديم توضيح لأنشطتها البيولوجية لأغراض عسكرية، مؤكدة أن النشاط البيولوجي لأميركا وحلفائها في أكثر من 200 مختبر خارج الأراضي الأميركية يشكل مخاطر جسيمة على أمن روسيا والصين.
المؤكد لنا جميعاً بأنه مهما حاولت أمريكا أن تتلحف ببراقع الإنسانية، أو تتباكى على أرواح تزهق بالملايين هنا وهناك، فإنها لن تستطيع أن تخدع أحداً، أو تقنعه بأنها نظيفة اليدين من كل نقطة دم تراق، حيث أثبتت التجارب، ومعطيات الأحداث الراهنة بأن الأفعى الأمريكية، وإن بدلت جلدها مئات، أو آلاف المرات، فإنها لن تنفث إلا سماً قاتلاً.
السابق
التالي