الثورة -تحقيق- جاك وهبه:
بدأت الحكاية في الشهر الثالث من العام الماضي ٢٠٢١ حيث استبشر مستهلكو بيرة “الشرق” الوطنية خيراً عند سماعهم تصريحات لإدارة المؤسسة العامة للصناعات الغذائية في حينها تتحدث عن عودة هذا المنتج إلى الأسواق المحلية بمهلة أقصاها نهاية العام 2021، بعد أن توقف معملها عن الإنتاج بسبب أعمال التخريب والسرقة والتدمير من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة في مدينة “حلب” منذ اندلاع الحرب العدوانية على سورية.
*ستغطي الأسواق..
وجاء في التصريح أن العمل جار لتأهيل معمل البيرة في شركة “الشرق للصناعات الغذائية” بطاقة إنتاجية 4.725 ملايين ليتر سنوياً بعد أن كانت 6.365 ملايين ليتر سنوياً قبل توقفه عن العمل، والكميات التي سيتم طرحها ستغطي الأسواق السورية وتساهم في دفع العملية الإنتاجية والاستثمار الأمثل.
*خلال الربع الأول..
وفي الشهر العاشر من العام الفائت وقبل انتهاء المدة التي حددتها الإدارة السابقة في تصريحها لطرح بيرة “الشرق” في الأسواق، تصدر تصريح مدير معمل بيرة الشرق “بشار داديخ” مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي حيث بين من خلاله أنه من المتوقع أن يتم إجراء التجارب الأولية لإنتاج البيرة الكحولية خلال الربع الأول من العام 2022، وأن نسبة الإنجاز في إعادة تأهيل الخط تراوحت ما بين 60 – 80 بالمئة، على عكس ما جاء في تصريحات إدارة المؤسسة السابقة، وجاء كلام “داديخ” خلال جولة لوزير الصناعة زياد صبحي صباغ تفقد فيها عملية إعادة تأهيل خط إنتاج البيرة الكحولية في المعمل.
*استنزاف للقطع الأجنبي..
وها نحن اليوم، مضى الربع الأول من العام وعلى مشارف انتهاء ربعه الثاني ولم نشهد حضوراً لهذا المنتج “بيرة الشرق” في أسواقنا المحلية، فيما نلاحظ حضورا لمنتجات مماثلة لشركات خاصة، إضافة لانتشار كبير للبيرة الأجنبية التي تستنزف الكثير من القطع الأجنبي.
*الرد بعد شهرين..
ما سبق دفعنا للاستفسار عن الأسباب التي أدت إلى تأخر عملية تأهيل معمل بيرة الشرق ومعرفة نسب الأعمال المنجزة والمتبقي منها لغاية الآن، وتبيان الزمن المتوقع لبدء تشغيل خطوط الإنتاج وغيرها، حيث توجهت “الثورة” بهذه التساؤلات إلى المكتب الصحفي في وزارة الصناعة والمؤسسة العامة للصناعات الغذائية، وبعد مدة اقتربت من الشهرين تخللها عدة زيارات واتصالات للمعنيين بالموضوع للحصول على إجابات واضحة، جاء الرد بشكل مختصر ولم يشمل كافة الأسئلة.
*العقوبات الاقتصادية..
حيث بين مدير عام شركة الشرق “بشار داديخ” أنه وبعد اتمام إعداد دراسة جدوى اقتصادية لإعادة تأهيل معامل شركة الشرق المتخصصة بإنتاج المواد الغذائية بحلب والتي تضم البيرة الكحولية وغير الكحولية والألبان، وبعد الحصول على الموافقات اللازمة، تمت المباشرة بإعادة تأهيل معمل البيرة الكحولية لكل من أقسام “التعبئة، الطبخ، المحمصة، التصفية” والعمل عليها خلال عام 2021 وقد تعثرت بعض العقود بفعل العقوبات الاقتصادية الجائرة وبشكل خاص عقد التصفية الكرتوني.
*عزوف بعض المتعهدين..
إضافة إلى عزوف بعض المتعهدين عن أغلب العقود وهي دارات التبريد حيث تم الإعلان عنها لعدة مرات ولم يتقدم أحد وهو قيد الإعلان حالياً خلال عام 2022.
*صعوبات..
كما بين “داديخ” أهم الصعوبات التي تواجه سير العمل والمتمثلة بتأمين الطاقة الكهربائية اللازمة للقيام بعمليات الاستلام والتشغيل لخطوط الإنتاج في الشركة.
*اخيراً..
في النهاية نحن نعلم أن مادة البيرة ليست من الأولويات وهناك أمور أهم تتعلق بالواقع المعيشي للمواطن، ولكن يبقى السؤال إذا كنا عاجزين عن إعادة تأهيل معمل بحجم بيرة “الشرق” بحجة العقوبات الاقتصادية التي أصبحت شماعة أغلب المشاريع المتعثرة، فكيف سنستطيع إعادة حركة الإنتاج والنهوض بالواقع الاقتصادي وجذب المستثمرين؟؟