شجرة الضريبة..

 

أعباء كثيرة يتحملها المواطن كما الخزينة العامة للدولة، فكلاهما يحمل ما يفوق طاقته بمراحل في وقت يحتاج فيه تخفيف الأحمال من جهة، والدعم أو المؤازرة من جهة أخرى حتى يتمكن من الاستمرار في وجه عواصف المتطلبات.

وإن كان من قاسم مشترك بين الحالتين لجهة الحل والقدرة عليه، فلا بد أنها وزارة المالية التي وُجدت أصلاً وفي كل دول العالم وعبر كل حقبات التاريخ، وُجدت حتى تكون قادرة على ملء الخزينة وبالتالي جيب المواطن بعد خدماته الضرورية والأساسية، ناهيك عن تأمين احتياطيات ضرورية لغير المنظور أو المنظور المستور من النفقات الضرورية للبلاد.

المشكلة أن وزارة المالية تعتمد بداية سياسة جبائية غير تنموية تقوم بالدرجة الأولى على جباية مبالغ تقديرية وبغض النظر عن تأثيرها على المحل الضريبي الذي جُبيت منه، ولا يغيب عن الذهن أن الحديث هنا هو عن المرافق والفعاليات القانونية التي تحترم اسمها وسمعتها، أما المدقق المتابع لأداء المالية فيمكن له تحديد استراتيجية عملها بإطفاء الحرائق لا الوقاية منها، ما يعني أن تأمين المبالغ الكبيرة التي تشكل رافداً حقيقياً للخزينة تكون على شكل موجات كاسحة آنيّة.

المسألة مقدور عليها ويمكن حلّها ببساطة شديدة رغم أن الحلول البسيطة غير مرغوبة والدارسون أميل إلى الحلول المتشعّبة المعقّدة.. المسألة ببساطة تنهض من إعادة تصنيف جديدة للمكلفين الحقيقيين الفعليين، بمعنى إعادة تحديد خريطة المطارح الضريبية في البلاد تبعاً لتغيرها وبشدة كل ربع أو نصف من السنة، حيث تظهر فعاليات اقتصادية ومالية لم نسمع بها قبلاً وواضح للعيان كثافة وسماكة ملاءتها المالية، فتكون والحال كذلك مطرحاً ضريبياً جيداً، يغني عن الكثير مما يتم الجباية منه والذي لا يشكل بمجموعه عُشر ما تدرّه المطارح الحقيقية على الخزينة.

لعل في شعار هيئة الضرائب والرسوم الحل الحقيقي بتحمّل كبار المكلفين (الواجب إعادة تصنيفهم مع متوسطيهم) للجزء الأكبر من العبء الضريبي لدرجة لا تقل عن 60%، مع انخفاض النسبة إلى 30% لمتوسطي التكليف، ليكون العبء الذي يتحمله صغار المكلفين محصوراً ضمن نسبة 10% فقط.

المسألة تتصل بكل نواحي الحياة بتشعّباتها وتعقيداتها وذات صلة قوية بقادمات الأيام وتحضيرنا لها، وبالتالي فالتعامل الهادئ المرن المنفتح على الآراء المختلفة والحلول المطروحة هو السياق الوحيد الذي يمكّن الجهاز المالي وقرينه الضريبي من السير في الاتجاه الصحيح.

آخر الأخبار
دمج سوريا في المجتمع الدولي مسؤولية جماعية واستحقاق استراتيجي    Media line  زيارة الشيباني إلى موسكو.. اختبار لنوايا روسيا أم إعادة صياغة لتحالف قديم الغاز الأذربيجاني إلى سوريا.. خبيرة تنموية لـ"الثورة": تأثيرات اقتصادية على المدى المتوسط    د.يحيى السيد عمر لـ"الثورة": الطريق طويل لشراكة اقتصادية مع روسيا استخدمه بحذر... ChatGPT ليس سريا كما تظن  تركيب محولة كهرباء جديدة في كفير الزيت بوادي بردى بين الحقيقة والتزييف..الأمن العام السوري صمّام أمان الدولة الهوية لا تعرف الحدود... والدولة ترسّخها بالرعاية والمسؤولية  أهالٍ من نوى يؤكدون على الوحدة الوطنية ودعم الجيش والقيادة من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتورة هنادي قوقو "الثائرة الرقيقة" الدفاع المدني يحمّل فصائل السويداء مسؤولية اختطاف حمزة العمارين: العمل الإنساني ليس هدفاً مشاعاً مظلوم عبدي: اتفاقنا مع دمشق خطوة محورية نحو الاستقرار وبناء جيش وطني جامع  " الخارجية " تُعلن عن زيارة وفد تقني إلى السودان لبحث أوضاع الجالية السورية " الخارجية" تطلق خدمات قنصلية مؤقتة للجالية في ليبيا بانتظار افتتاح السفارة الرسمية منظمات حقوقية تحذر: خطة لبنان لإعادة اللاجئين السوريين تُهدد بترحيل قسري جماعي  مبادرة الغاز الأذربيجاني إلى سوريا تحظى بإشادة أميركية وتأكيد قطري على دعم الاستقرار الخطوط الجوية التركية تعود إلى أجواء حلب بعد 13 عاماً من الانقطاع "غرف الزراعة":  آلية جديدة لتحديد أسعار الفروج الحي من الدواجن الوزير الشيباني: الجاليات السورية ركيزة لتعافي البلاد وتعزيز حضورها الخارجي تحسين واقع الشبكة الكهربائية في القنيطرة