بدأت معظم المدارس بتسليم الجلاءات المدرسية لجميع المراحل ما عدا الشهادتين الأساسية والثانوية، حيث الطلاب لا يزالون يخوضون غمار الامتحانات، وكم كانت فرحة التلاميذ والطلاب غامرة باستلام جلاءاتهم، لاسيما المجتهدين والمتفوقين منهم الذين أنستهم الفرحة تعب العام الدراسي حيث ازدانت وجوههم المشرقة وجباههم الشامخة بتيجان التفوق وشهادات الامتياز.
الأهالي كان لهم النصيب الأوفر من الفرح، كونهم كانوا شركاء حقيقيين في التعب والسهر وتقديم كل ما هو ممكن من أجل نجاح وتفوق أبنائهم، لذلك استحقوا بجدارة أن يكونوا أيضاً شركاء في الفرح، كما كانوا شركاء في العناء والتوتر والقلق وإلى حدود غير معقولة في كثير من الأحيان.
النجاح هو تتويج لمجهود كبير بذله التلميذ والطالب خلال العام الدراسي، وهذا ما يجعل من الثناء على أبنائنا الناجحين والمتفوقين أمراً ضرورياً من الناحية التربوية والاجتماعية والنفسية من خلال تكريمه وتهنئته بالعبارات والكلمات الجميلة التي تترك أثراً جميلاً في نفسه، ولا مانع من إهدائه هدية مناسبة، لأن في ذلك تعزيزاً لتفوقه وتشجيعه وتحفيزه على متابعة التميز والنجاح.
المعلم هو شريك حقيقي في نجاح وتفوق أبنائنا، لذلك فإنه من الواجب أن نقدم له كأهل وتلاميذ وطلاب جزيل الشكر والامتنان على الجهد الكبير الذي بذله خلال العام الدراسي، وفي هذا رد للجميل بأدنى حدوده ودرجاته.
كذلك يجب ألا ننسى أبناءنا الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح أو بتحقيق التفوق، من خلال مواساتهم وتحفيزهم على التفوق والنجاح في العام القادم، بعيداً عن الشتم والسب والذم الذي لن يغير في الأمر شيئاً، بل على العكس من ذلك فإنه سوف يترك آثاراً سلبية ونفسية لديهم.