الثــــورة:
أظهرت تجربة صغيرة على 18 مريضا بسرطان المستقيم، تناولوا نفس الدواء، نتائج مذهلة بعدما اختفى المرض الخبيث لديهم، وعجز الفحص البدني أو التنظير الداخلي أو التصوير بالرنين المغناطيسي عن كشفه (السرطان) مجددا.
قال الدكتور لويس أ.دياز جونيور من مركز للسرطان، ، إنه لا يعرف أي دراسة أخرى قضى فيها العلاج تماماً على السرطان لدى كل مريض. وأضاف «أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في تاريخ السرطان».
وقال الدكتور آلان ب. فينوك، اختصاصي سرطان القولون والمستقيم إنه يعتقد أيضاً أن هذه كانت سابقة، مشيرا إلى أن الشفاء التام في كل مريض لم يسمع به من قبل.
واجه مرضى سرطان المستقيم هؤلاء علاجات قاسية – العلاج الكيميائي والإشعاعي، وعلى الأرجح الجراحة التي غيرت حياتهم، والتي يمكن أن تؤدي إلى اختلال وظيفي في الأمعاء والبول والخلل الجنسي. قد يحتاج البعض إلى أكياس فغر القولون. لقد دخلوا الدراسة معتقدين أنه عندما تنتهي، سيتعين عليهم الخضوع لتلك الإجراءات لأن لا أحد يتوقع حقاً اختفاء أورامهم.
لكنهم فوجئوا: لم يكن هناك حاجة لمزيد من العلاج.
حيث ان المفاجأة الأخرى هي عدم تعرض أي من المرضى لمضاعفات كبيرة من الناحية السريرية.
فان البحث صغير ولكنه مقنع. مع ذلك، ليس واضحا ما إذا كان المرضى قد شفوا.
وقالت الدكتورة كيمي نج، خبيرة سرطان القولون والمستقيم في كلية الطب بجامعة هارفارد، إنه رغم أن النتائج كانت «رائعة» و«غير مسبوقة»، فإنها بحاجة إلى تكرارها.
جاء الإلهام لدراسة سرطان المستقيم من تجربة إكلينيكية قادها الدكتور دياز في عام 2017 شملت 86 شخصاً مصابين بالسرطان النقيلي الذي نشأ في أجزاء مختلفة من أجسادهم. لكن السرطانات جميعها تشترك في طفرة جينية منعت الخلايا من إصلاح الضرر الذي لحق بالحمض النووي. تحدث هذه الطفرات في 4 في المائة من جميع مرضى السرطان.
تناول المرضى في تلك التجربة مثبط نقطة تفتيش pembrolizumab لمدة تصل إلى عامين. تقلصت الأورام أو استقرت في حوالي ثلث إلى نصف المرضى، وعاشوا لفترة أطول. اختفت الأورام في 10 في المائة من المشاركين في التجربة.
دفع ذلك الدكتورة سيرسيك والدكتور دياز إلى التساؤل: «ماذا سيحدث إذا تم استخدام الدواء في وقت مبكر جداً من مسار المرض، قبل أن ينتشر السرطان؟».
استقروا على دراسة أجريت على مرضى مصابين بسرطان المستقيم المتقدم محلياً – الأورام التي انتشرت في المستقيم وأحياناً إلى الغدد الليمفاوية ولكن ليس في الأعضاء الأخرى. لاحظت سيرسيك أن العلاج الكيميائي لا يساعد جزءاً من المرضى الذين لديهم نفس الطفرات التي أثرت على المرضى في تجربة 2017 بدلاً من الانكماش أثناء العلاج، نمت أورام المستقيم.
فإن العلاج المناعي بمثبط نقاط التفتيش سيسمح لمثل هؤلاء المرضى بتجنب العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة.
بدأ الدكتور دياز في سؤال الشركات التي تصنع مثبطات نقاط التفتيش عما إذا كانت ستتكفل بتجربة صغيرة. رفضوا ذلك قائلين إن الأمر محفوف بالمخاطر. أراد هو والدكتورة سيرسيك إعطاء الدواء للمرضى الذين يمكن علاجهم بالعلاجات القياسية. ما يقترحه الباحثون قد ينتهي به الأمر إلى السماح للسرطانات بالنمو إلى ما بعد النقطة التي يمكن علاجها فيها.
أخيراً، وافقت شركة صغيرة للتكنولوجيا الحيوية، على رعاية الدراسة.
كانت مريضتهم الأولى هي ساشا روث، التي كانت تبلغ من العمر 38 عاماً. لاحظت لأول مرة بعض النزيف في المستقيم في عام 2019 لكنها شعرت أنها بخير – فهي عداءة وتساعد في إدارة متجر أثاث عائلي في بيثيسدا، ماريلاند.
أثناء التنظير السيني، تتذكر، قال طبيب الجهاز الهضمي الخاص بها: «أوه لا. لم أكن أتوقع هذا!».
في اليوم التالي، اتصل الطبيب بروث. كان قد أخذ خزعة من الورم وقال لها إنه «بالتأكيد سرطان».
بعد فترة وجيزة، كان من المقرر أن تبدأ العلاج الكيميائي في مستشفى جامعة جورج تاون، لكن أحد أصدقائها أصر على أن تلتقي بالدكتور أولاً في مركز«ميموريال سلون كيترينغ». أخبرها الدكتور باتي أنه على يقين من أن سرطانها يشمل الطفرة التي تجعل من غير المحتمل الاستجابة بشكل جيد للعلاج الكيميائي. ومع ذلك، اتضح أن السيدة روث كانت مؤهلة للمشاركة في التجربة السريرية.
لم تتوقع روث استجابة كاملة، فقد خططت للانتقال إلى نيويورك للإشعاع والعلاج الكيميائي وربما الجراحة بعد انتهاء التجربة. للحفاظ على خصوبتها بعد العلاج الإشعاعي المتوقع، تمت إزالة المبيضين ووضعهما تحت ضلوعها.
بعد التجربة قالت: «نظرنا إلى صورك الممسوحة ضوئياً. لا يوجد سرطان على الإطلاق».