الملحق الثقافي – بدوي الجبل:
يضفي المبدع على شخصياته التي يبدعها ويجعلها من لحم ودم، يضفي ما يريد من صفات الحسن والكمال، ويخلقها فنياً بإبداع لاحدود له، يستوي في ذلك الشاعر والروائي والمسرحي، وما في ألوان الإبداع، استكمالاً لشخصيات من كلام وحبر نقدم نصين مترفين لشاعرين، كل منهما صنع دمية الحب، ومن ثم حطمها حين نفرت وأرادت أن تفر من صانعها، بدوي الجبل، وكامل الشناوي.
أيا دمية أنشأتها و عبدتها
كما عبد الغاوون منحوت أحجار
سكبت بها روحي و أهواء صبوتي
و ألوان أحلامي و بدعة أطواري
جمعت بها الدّنيا فكانت سلافتي
و كأسي و ندماني و أهلي و سمّاري
و نامت على الحلم المريح بمقلتي
و هدهدها عطري و حبّي و إيثاري
و يا دمية أنشأتها ثمّ حطّمت
يداي الذي أنشأت تحطيم جبّار
جمالك من سحري و عطرك من دمي
و فتنتك الكبرى خيالي و أشعاري
و ثغرك من حاني فيا لمنمنم
نديّ بأنفاس الرّياحين معطار
ألمّ به إثمي فندّاه بالمنى
و مرّ به و هنا فطيّبه عاري
خلقتك من أهواء نفسي و نوّعت
بك الحسن أهوائي و حبّي و أوطاري
فما يشتهى خدّاك إلا لأنّني
تركت على خدّيك إثمي و أوزاري
و ما أسكرت عيناك إلا لأنّني
سكبت بجفنيك الغويّين أسراري
أينكرني حسن خلقت فتونه
فيخنقني عطري و تحرقني ناري
و تنكرني : يا غضبة الشعر و الهوى
و يا غضبة الدنيا و يا غضبة الباري
رددتك للطين الوضيع و ما حنا
على روضك الهاني هبوبي و إعصاري
و فارقت إذ فارقتك الطين وحده
و عادت إلى نفسي عطوري و أنواري
العدد 1098 – التاريخ: 7 – 6 – 2022