مازالت امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي وغيرهما حديث الساعة، وإن خلت بعض البيوت من طلاب الشهادات من كل فروعها، فالأسر كلها معنية بالسؤال والاستفسار والاطمئنان على الوضع الامتحاني لممتحنين من الأقرباء أو الجيران والأصدقاء، وخصوصاً في مادة الرياضيات التي مازالت تواجه الكثير من الهجوم وتتهم بالصعوبة والتعقيد والتعجيز، وهي كما يرى أصحاب هذا الرأي نازعة لأحلام كثير من الطلاب إذ إن مستقبلهم يحدده مجموع الدرجات التي سيحصلون عليها في الامتحان.
وبينما يرمي بعض الطلاب اللوم على واضعي أسئلة الرياضيات لعجزهم عن الحل، مبرئين أنفسهم من كل وزر أو تقصير وتسيطر عليهم مشاعر الصدمة والكآبة، يجد البعض الآخر متعة في الإجابة عن الأسئلة ويؤكد منطقيتها ووضوحها ومراعاتها الفروق الفردية بين الطلاب، ولاتحتاج إلا لامتلاك الطالب لمهارة إدارة الوقت والاعتماد على المهارات العقلية العليا من تفكير وتحليل واستنتاج وإبداع.
إلى هنا وتبدو الأمور طبيعية واختلاف الآراء الطلابية لايفسد جهوداً تربوية جبارة لنجاح العملية الامتحانية ونداءات وزارية وتوصيات طلابية تحذر من الانسياق وراء التخمين وتوقع الأسئلة واقتصار المراجعة على المسائل المتوقعة والمهمة.
ولكن من غير المقبول بعد كل هذه الاستعدادات والتحضيرات المبكرة أن تتأخر بعض المراكز في تسليم الورقة الامتحانية عشر دقائق أو أكثر لأي سبب كان لأن تلك الدقائق المعدودة تخلق توتراً وتربك الطالب، وقد تحرمه استذكار المعلومة، وتؤثر على نفسيته وينعكس ذلك على أدائه الامتحاني.
وأما الدور الأكبر والأهم فيقع على عاتق المراقب الذي يجب أن يكون مع الطالب لاعليه، تملأ وجهه البشاشة ويستقبل الطلاب بجمل مطمئنة ويتجاوب مع احتياجاتهم، بعيداًعن أساليب التوجيه العنيف والتوبيخ، والتحديق بورقة الطالب ما يفقده الثقة بأجوبته وكذلك بعض ممارسات المراقبين التي تشتت ذهنه كالمشي والدوران بشكل متواصل وصوت كعب الحذاء.. والتهديد والوعيد بسحب ورقته إن تحرك، واستعجاله بتسليم الورقة قبل انتهاء الفترة المخصصة للمادة الامتحانية بحجة أن الوحي لن ينزل عليه آخر ربع ساعة، مع تناسي هؤلاء المراقبين أنهم كانوا طلاباً ومايشعر به الطالب من توتر وخوف أثناء الامتحان، وكلما كانت بيئة الاختبار جيدة كانت النتائج إيجابية.