الملحق الثقافي – غسان شمه:
الكتاب الشعبي، أو الكتاب للجميع، مشروع ثقافي مهم شهدنا خلال سنوات مضت نماذج متعددة منه، وقد قدم للقراء مجموعة كبيرة من الأعمال الروائية والفكرية والأدبية استطاعت أن تخلق صلة مع القارئ تقوم على تقدير وتقديم المنتج الإبداعي بأقل تكلفة ممكنة بغية الوصول لأوسع شريحة من الناس خاصة أصحاب الدخل المحدود، وتغدو ضرورته اليوم أكثر مما مضى بسبب التكلفة الباهظة للكتاب في ظل غلاء الورق وارتفاع تكاليف إنتاجه ونشره وتوزيعه…
في سياق ندوة «شآم والقلم» التي أقيمت الأسبوع الماضي تحدث رئيس اتحاد الكتاب العرب د. محمد الحوراني عن تجربة مميزة بتسويق ما انتجه الاتحاد، خلال مسيرة طويلة، للقارئ بأسعار بسيطة حيث بيعت مئات آلاف النسخ من الكتاب في العديد من المعارض التي أقامها الاتحاد بدلاً من بقائها في المستودعات معرضة للتلف..
فيما لفت رئيس اتحاد الناشرين هيثم الحافظ إلى أن تكاليف نشر الكتاب مرتفعة جداً لكنه أكد على استعداد دور النشر لتقديم كل ما يمكن من أجل القيام بهذا المشروع الثقافي.. وكان الزميل ديب علي حسن قد أرسل مداخلة مكتوبة استعرض فيها بشكل واقعي حال الكتاب والقراءة اليوم.
بالطبع مشروع كبير كهذا يحتاج لجهود العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية، والإيمان بدور الكتاب في حياة الأفراد والمجتمع باعتباره زاداً إنسانياً ومعرفياً وسلوكياً بالإضافة للجانب الأدبي والثقافي الذي تعول عليه المجتمعات في بناء الإنسان..
ولا بد من الإشارة إلى أن القراءة كفعل هي ثقافة مجتمعية بالدرجة الأولى، ومحطتها الأولى، بشكل فعلي وعملي، هي الأسرة باعتبارها اللبنة الأولى في بناء الفرد والإنسان..
مشروع كبير وطموح نتمنى أن يشهد النور قريباً خاصة وأن أولى ثماره ظهرت مباشرة بالاتفاق على نشر عملين روائيين لغادة السمان ووليد إخلاصي.
العدد: 1099 تاريخ: 14 – 6 – 2022