الملحق الثقافي – سعاد زاهر:
على غير العادة.. تمنت ألا تعود…
وحين فعلتها بدت دروب العودة، أضيق وأطول من المعتاد…وذكرتها بما مضى من الأيام…
كانت مجرد رحلة اعتيادية إلى البحر، مجرد حالة ملل، أرادت الخروج منها، حين استقرت قرب البحر، لم تشعر بتلك الرغبة التي كانت سابقاً تدفعها للجلوس طويلاً والتأمل والذهاب مع أفكارها بين الماضي والحاضر إلى أن تنتهي ببكاء رهيب…
بل إنها ندمت على تلك الأوقات التي فكرت فيها يوماً بالرجوع ولو للحظات إلى الماضي..
أي تغيير…؟
كيف باتت متعلقة بلحظات الحاضر، لا ترى سواها، رغم الغيوم التي توحي بهطل مطر موحل…مجرد ثوان تغادرها كل تلك الأفكار، وتحل بديلاً عنها بدائل لا حصر لها..
يا لروعة الأحاسيس حين تستوطننا وتعيينا على الرؤية بعينين جديدتين، وتبدأ معها الصورة الذهنية النمطية بالتلاشي، حينها يصبح لكل لحظة فرادتها الخاصة، ستتغير الأحاسيس الخانقة التي شعرنا بها يوماً في هذه الأمكنة، سيصبح للبحر… زيارات بمذاق خاص، سنستغرب بعدها كيف تشبثنا يوما بتعاسة اعتقدنا أن لا مهرب منها.
حين تهمش خيالات مضت، وترافقنا أحاسيس اختيرت بعناية ستتغير طريقة تعاطينا مع الظروف مهما كانت قاسية، سنمتصها، كأننا ممسكين بفرامل كلما شعرنا باقتراب غيمة سوداء أو حتى رمادية… نضغط عليه، لن يتوقف مؤقتاً بل مع استمرار التأثيرات الإيجابية ستغادرنا تلك الطاقة السلبية التي لطالما استسلمنا لها..
والسبب…؟
على ما يبدو حين نتقن صنع عالما داخلياً يتوازى مع إرادة صلبة لتحقيق ما نريد من الأهداف، يبقى الكثير لنعيشه ونفعله، ببصيرة جديدة فيها لكل لحظة معنى وألف مغزى…وطرق تودي بنا نحو مساحات حياتية أوسع مما اعتقدنا يوماً…
ومع زياراتك حتى للأماكن الاعتيادية والوجود المألوف.. والبحر الذي عشقته دوماً وبقيت على الشط خوفاً من الغرق…اليوم ستختلف خياراتك وستسبح بعيداً غير آبه بمصائر ومخاوف قد لا تعيشها إلا في خيالاتك…!
العدد: 1099 تاريخ: 14 – 6 – 2022
السابق