ممارسة طقوس العدوان أمر ثابت بوضوح في سجلات تاريخ الغرب الحافلة بالأحداث المقيتة والحروب ضد الإنسان منذ أقدم العصور وحتى يومنا، ممارسات عدوانية تستهدف الأرض وسلامة الشعوب، ولعل أبشع أنواع العدوان هو العدوان الاقتصادي الذي هو جزء من العدوان على السيادة الوطنية والاستقرار.
وبالرغم من العدوان الاقتصادي الغربي واستمراره حققت سورية نجاحات في الجانب العسكري في كافة الجبهات، وفي الجانب السياسي أيضاً، وكذلك نرى الإصرار على المقاومة فيما قطعه الشعب السوري من شوط كبير في الانتقال إلى تحقيق إرادة الحياة، ودوران عجلة الإنتاج والعمل المؤسسي لتخفيف آثار الحصار ومفاعيله القاسية والعدائية.
العدوان الاقتصادي الغربي على الشعب السوري في ظل الحرب العدوانية التي تشن عليه تعد من أبشع أساليب الحروب المحرمة دولياً، وهي حرب أمريكية بامتياز توجهها واشنطن نحو كل خصومها في العالم.
واشنطن تحارب سورية اقتصادياً عبر العقوبات، وعبر سرقة قواتها التي تحتل أراض سورية مئات الصهاريج المعبأة بالنفط المسروق من ريف الحسكة إلى قواعدها في الأراضي العراقية، ناهيك عن سرقة القمح وغيره من ثروات، وحرمان الشعب السوري منها، وهي ملك له وحده كشعب سيد للأرض، وهذا بحد ذاته يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي.
الاتحاد الأوروبي الذي تشغله أمريكا يقوم بشكل مستمر بتجديد العقوبات الظالمة على سورية في انصياع واضح لواشنطن، ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية والقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وهي عقوبات قسرية جائرة، تمس بشكل مباشر معيشة الشعب السوري في غذائه ودوائه وتعليمه وفرص عمله وإنسانيته.
سورية قالت كلمتها وأكدت أن السهولة والاستخفاف في اتخاذ قرار الاتحاد الأوروبي تجديد هذه العقوبات بحق سورية وشعبها دليل على أن السياسة العدائية والنهج اللاإنساني هو سلوك بعيد عن الأعراف الدبلوماسية والأخلاقية وأقرب إلى تطبيق منطق القوة، ويفاقم معاناة الشعب السوري ويزيد من حرمانه بفقدان أبسط حقوقه الإنسانية في العيش الكريم.
الحرب الاقتصادية لدول العدوان الغربي على سورية ليست بالجديدة، وليست حتى وليدة الأزمة كما يظن البعض، فقد ظهرت بصورة جلية قبل الحرب الظالمة الأخيرة على سورية وبأشكال مختلفة، وعلى امتداد سنوات طويلة، وخرج منها الشعب السوري منتصراً مبطلاً جميع مفاعيلها وأهدافها الشيطانية.
البقعة الساخنة – منهل إبراهيم