أضرار كبيرة لحقت بالغطاء الحراجي والنباتي في سورية نتيجة الخراب الذي حل بمناطق هذا الغطاء من جهة بعد حرب عدوانية امتدت لسنوات، ومن جهة أخرى للحرائق التي طالت أشد بقاعه كثافة في الساحل السوري، ولاسيما منه محافظة اللاذقية التي باتت مساحات شاسعة من جبالها جرداء بور، يغلب عليها سواد اللون.
هي ثروة لا تعوض ولكن يمكن تغيير زاوية الرؤية والنهوض بمشروع رائد يكون بديلاً ولو نسبياً عما خسرته المحافظة في موجات الحرائق التي طالتها، بحيث يضمن هذا المشروع الغطاء الأخضر للجبال والأراضي المحروقة كما يضمن عائداً مادياً مقبولاً لمن احترقت اراضيهم.
المسألة تتمحور حول زراعة الجبال التي احترقت بالأشجار المثمرة ذات العائدية ولاسيما أن الساحل ذو مناخ متنوع، نجحت فيه زراعة الفواكه الاستوائية التي تتطلب حرارة عالية كما تثمر الأشجار في الجبال دراق وخوخ وتفاح وكرز وسواها من الفواكه المعروفة على مستوى البلاد والمقتصرة على المجتمع المحلي فيه.
ولا شك أن البداية تنطلق من الحكومة باتخاذ قرار حول هذه الخطة أسوة بباقي الخطط التي تُقَرّ لكثير من المجتمعات المحلية في المحافظات، بتكليف وزارة الزراعة وكذا الإدارة المحلية ومحافظة اللاذقية بمباشرة العمل، بحيث يتم زراعة الجبال المحروقة بالأشجار المثمرة ذات العائدية في المناطق ذات الملكية الخاصة، أما بالنسبة للحراج فيمكن زراعة الجزء الأكبر منها والقريب من المناطق المأهولة بالجوز أو الصنوبر المثمر ذي العائدية المرتفعة بالنظر إلى القيمة المادية الكبيرة لهذه الحبة والتي يصل سعر الكيلو غرام الواحد منها إلى رقم من سبع خانات، وكل مواطن يعرف أن بعض المحاصيل مطلوبة ومرغوبة وسريعة النفاذ من الأسواق ولا تخرج الفواكه والثمار الشجرية كالصنوبر والجوز عن هذه القاعدة.
هي خطة بسيطة ولكن فيها حياة لمحافظة لم يتم حتى الآن إقرار خطة تضمن توجهاً حقيقياً لها، فتارة هي محافظة سياحية وأخرى هي زراعية وبعد غد صناعية إلى حد ما في وقت كان يمكن لتحديد هويتها أن يجعل المضي في تكريسها عامل نجاح وإنجاز لتطوير المحافظة التي لا يغيب عن ذهن أحد أن عدد سكانها زاد بمعدل لا يقل عن ثلاثة أمثال وبالتالي كلهم يحتاج فرص العمل، وكلهم يحتاج تسريع جورة رأس المال الذي يعاني قلة وربما عدم الدوران.
المباشرة اليوم رغم كل التأخير يضمن تحقيق الهدف، ومهما كانت الذرائع والحجج تبقَ خطط التشجير الأقل تكلفة على الجيب الحكومي، وتبقَ هي الخطة الأكثر قابلية للتحقيق وتأمين العائد المادي.

السابق