أردوغان قرصان بعين واحدة لا يبحث سوى عن صندوقه الانتخابي في عام ٢٠٢٣ لذلك نراه يركب موجات التصعيد في كل البحار الهائجة وقريباً من اليابسة الإرهابية له في إدلب والشمال السوري تحت غطاء المنطقة الآمنة..
فأردوغان يبحر الآن قريباً من إسرائيل راميا كل شعاراته السابقة عن القضية الفلسطينية التي حاول أن يخطفها بقفازات الإخوان والسبب أن نفتالي بينت قد يقرب القرصان العثماني من الرئيس الأميركي جو بايدن وسط هيجان البحور السياسية بين موسكو وواشنطن ويعطيه الضوء الأخضر لتحقيق الأحلام المستحيلة للمنطقة الآمنة في الشمال السوري وخاصة أن روسيا لوحت بأن الثمن قد يكون خروج أردوغان من اتفاقات أستنة بينما دمشق حاسمة في تحذيراتها أن أي اعتداء على شبر من أراضيها سيكون الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية في مواجهته مباشرة .. لذلك لن يفعلها اردوغان بمفرده إلا إذا حزم الناتو أمره وخاصة أن السلطان العثماني لا يستطيع أخذ قرار العدوان إلا بموافقة من نيره الأطلسي حسب قوانين حلف الناتو.
وهذا ما يفسر استمرار اردوغان بابتزاز الأوروبيين لدعمه في العدوان والانتخابات وخلق أسباب بقائه في الحكم حتى لو من عدمه السياسي والشعبي مقابل الموافقة على توسيع حلف الأطلسي وانضمام دول أخرى
تتعدد شروط أردوغان للبقاء في الحكم، ورغم استحالتها يمتطي الإخواني العثماني كل الموجات ولا سبيل له حالياً سوى إسرائيل وبايدن وخاصة أن السلطان يلهث وراء غاز المتوسط لتمريره عبر تركيا والصعود فوق أنابيب الغاز في المتوسط للوصول إلى كرسي الحكم مرة ثانية وهو ما يغريه به رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي رغم أن الأخير لا يملك هذه الورقة وخاصة أن المقاومة اللبنانية لن تسمح بسرقة غاز لبنان ولا الدول العربية وما يقابلها على الشواطىء من الدول الأوروبية ولا احد سيصمت عن سرقة إسرائيل وتركيا لنفط المنطقة وترسيم حدود بلوكات الغاز حسب خيال السلطنة العثمانية والكيان الصهيوني.
يبدو أن اردوغان نقل العدوى بفرط الأحلام إلى نفتالي بينت رئيس الكيان الذي يتخيل أن العدوان على سورية سيمر دون رجم دولي له وخاصة من روسيا الذي يصدح صوتها غضباً من العدوان على مطار دمشق في الأروقة الدولية وتمرر الرسائل العسكرية للجم الكيان وواشنطن وهو ما يخيف أردوغان وبايدن وتل أبيب أيضا ..
ففي هذه الساعات السياسية يعلو الصوت الروسي والسوري في الأروقة الدولية ضد العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي في سورية ووسط تخوف إسرائيلي تأتي الإشارات من الحلفاء بالرد على جرائم إسرائيل بحق السوريين وتحت الحجة الواهية لمواجهة إيران ..
رسائل دمشق وموسكو والمقاومة عديدة سواء عبر مشروعات قرار الإدانة للعدوان أو حتى في تهديد الوكلاء وأسيادهم في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية وفي أي مكان يقبع فيه الاحتلال بوجهه الأميركي والتركي وحتى الإسرائيلي وخاصة أن سورية وروسيا والمقاومة جميعهم يعرفون أن المعركة لتصحيح النظام العالمي في أوكرانيا لن تدير وجه الحلفاء عن سورية وأن أي انتصار روسي على الغرب في اوكرانيا هو قوة لموقف الحلفاء في سورية والمقاومة وأن دموع الرئيس الأوكراني زيلينسكي ستسبب غبش الرؤية الأميركية والإسرائيلية والأوروبيين في سورية وإيران والمنطقة والعالم بأكمله.