من المسؤول عن استشهاد أحد عشر عسكرياً، ومدنيين اثنين، وجرح ثلاثة عسكريين آخرين على طريق الرقة حمص؟! ومن يقف وراء الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الحافلة التي كانت تقلهم فجر الاثنين؟!
هو سؤال لا يحتاج إلى كثير من التفكير، فالحقيقة واضحة للجميع، وماثلة أمام العيان، فوحده المحتل الأمريكي من يعيد اليوم الاستثمار بأوراقه الإرهابية المكشوفة، والمعروفة سلفاً.
نحن هنا لا نتحدث من فراغ، وإنما نستند في كلامنا هذا إلى ما سبق وأكدته عدة تقارير إعلامية متطابقة على مدى الأشهر الماضية عن قيام قوات الاحتلال الأميركي بنقل المئات من إرهابيي تنظيم “داعش” من العراق، ومن السجون التي تسيطر عليها مع ميليشيا “قسد” في الحسكة إلى محيط قاعدة الاحتلال في منطقة التنف على الحدود السورية الأردنية لإعادة تدريبهم، وتسليحهم، تمهيداً لنشرهم في البادية السورية، وتنفيذ هجمات إرهابية ضد الدولة السورية، ومواطنيها.
وحده نظام الاحتلال الأميركي وإرهابيوه المأجورون من “داعش”، وغيرها من تنظيمات إرهابية مرتزقة، أيضاً ميليشياته الانفصالية النهبوية العميلة ” قسد” من يتحمل إذاً مسؤولية كل نقطة دم سورية تراق، فالهدف الاستعماري كان وما زال محاولة استنزاف الدولة السورية، وخنقها بحزام إرهابي ناسف، أو آخر اقتصادي تجويعي تعطيشي قاتل، الأمر الذي لن يتحقق على الإطلاق، مادام هناك في سورية شعب مقاوم وملتحم مع قيادته الحكيمة، وجيشه الوطني العروبي الباسل.
ولكن في خضم كل هذا التصعيد العدواني، الميداني، والاقتصادي، والدبلوماسي الذي يمارسه الأميركي مع شركائه في الإرهاب على السوريين، وإن تبادلوا الأدوار فيما بينهم لحين، وكملوا بعضهم في باقي الأحيان، يبقى السؤال: ألم يحن الوقت للأمم المتحدة أن تضطلع بمسؤولياتها تجاه الشعب السوري، أم إن هذا الشعب لا وجود له أساساً في مخيلة القائمين على هذه المؤسسة الدولية المسيسة والمرتهنة؟!، بل وما فائدة كل دساتيرها، وقراراتها، ومواثيقها التي تحض على السلام والأمان إذا كانت هي عاجزة عن تنفيذها على أرض الواقع، لتبقى حبيسة الأدراج، ولا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به؟!.
لغة الإرهاب والمفخخات التي لا يتقن الأميركي سواها لن تجديه نفعاً، فالسوريون صامدون، وسيبقون متشبثين بسيادتهم، وبأرضهم، ولن يتنازلوا أو يفرطوا بأي ذرة تراب، حتى وإن ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل سورية حرة، سيدة، كريمة، مستقلة.