الثورة – آنا عزيز الخضر:
يمكن للفن السينمائي اقتناص أهم مشهدية حياتية، عندما تلتقط من عالم الواقع التناقضات الكثيرة، حيث تطفح النفوس طموحاً، وأملاً بالمستقبل الزاهر.
نشهد الواقع يتربص بها، يمنعها عن التقدم بأي خطوة إلى الأمام، فصعوبات الحياة أكبر من التحمل، لكن ﻻبد من رؤية ناضجة تواجه وتختار النجاح والوجهة الإيجابية..
هذا ما نجده في فيلم “صرع”.. تأليف وإخراج “سمر ونوس”.. إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وقد تم الانتهاء من عمليات تصويره، وهو يدور حول جوانب حياتية تمتلك العديد من المقوﻻت..
عن الفيلم حدثنا الفنان “زين عبد الحميد” الذي جسد الشخصية الرئيسة في الفيلم، فقال:
“الدور لشابٍ عشريني يدرس في كلية الصيدلة، السنة الثالثة.. يعيش في منزل بالإيجار، لأنه من محافظة خارج دمشق، ووضعه المادي لا يسمح له إلا استئجار غرفة صغيرة.. يعمل كمتدرب في صيدلية بعد دوام الجامعة، و براتب ٨٠ ألفاً..
الشاب مهدد بالطرد من المنزل بسبب عدم دفع الأجرة، ويعيش الضغوطات المادية بسبب مرض والدته التي تحتاج لدواء، ورغم أنه يعمل في صيدلية، إلا أنه لا يستطيع تأمين الدواء لوالدته، فصاحب الصيدلية يرفض إعطاءه له مجاناً، ويرفض أن يخصم من سعره، علماً أن هناك عينات مجانية من شركة تروّج للدواء..
يأتي رجل عجوز يريد دواء لابنه المصاب بالصرع، ولا يملك هذا الرجل ثمن الدواء.. في البداية يرفض الشاب أن يعطيه الدواء لأنه لا يملك المال، ولكن بعد أن خرج الرجل من الصيدلية، فكر الشاب المتدرب أن بإمكانه أن يفعل الخير، وأن ينقذ روح ابن العجوز من الموت..
يأخذ الشاب الدواء، ويدفع ثمنه من جيبه الخاص، ثم يركض وراء الرجل ويعطيه له، وهذه رسالة تشير إلى أهمية الإيثار، وأن “فاقد الشيء يعطيه أحياناً”..
جذبتني الشخصية لأنها تحمل رسالة إلى المجتمع، من خلال أن هناك “كارما”، أو أن هناك طاقة الدومينو، أو كما يقال: “كما تكيلوا يكال لكم”..
أختم بتوجيه الشكر إلى الجامعة العربية الدولية / قسم الفنون المسرحية، متمثلة بالدكتور “عجاج سليم” والأساتذة الذين تناوبوا على تدريسي: نسرين فندي، رباب كنعان، سالي أحمد، سعيد جودة..
أيضاً، للأستاذ المخرج “فراس محمد” الذي آمن بموهبتي، وكانت أول أعمالي السينمائية معه بفيلم “رغبات”، وقد رشحني للقيام بأدوار عدة بالمؤسسة العامة للسينما.. أترحم على روح الأستاذ “وحيد قزق” الذي كان روح الفيلم.