تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن عن ضرورة الاستعداد لوباء جديد قادم، وهذا التأكيد باحتمال ظهور جائحة أخرى ليس عبثياً، ولا بد أن يكون بايدن يمتلك معلومات دقيقة حول هذا الوباء، وماهيته، وساعة تفشيه في العالم على غرار فيروس كورونا، وهذا الإعلان يعد رسالة تهديد أميركية ضد العالم، خاصة في ظل إماطة اللثام مؤخراً عن المختبرات البيولوجية التي يشرف عليها البنتاغون في عدة دول.
تصريحات بايدن جاءت بعد تحذيرات عدة أطلقها مؤخراً بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، وأشار خلالها إلى أن الوباء القادم يمكن أن يكون سلاح إرهاب بيولوجي من صنع الإنسان، ومع أخذ الاعتبار بأن عدد المختبرات الأميركية المغلقة التي تقوم بتطوير أسلحة بيولوجية، وتم الكشف عنها خلال الفترة الماضية، قد بلغ أكثر من 400 منشأة حول العالم، فإن الرئيس الأميركي ربما يكون قد تلقى معلومات دقيقة من قبل القائمين على مطابخه الاستخبارية، بأنه تم الانتهاء من إنتاج فيروس قاتل جديد، وبات نشره في أرجاء المعمورة رهن إشارة البيت الأبيض.
السلاح البيولوجي يعتبر أحد أنواع أسلحة الدمار الشامل، وإنتاج هذا السلاح وتطويره واستخدامه أمر يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني، وانتهاك صارخ لهذه القواعد، ولكن الولايات المتحدة لطالما اعتبرت نفسها خارجة عن القانون الدولي، وهي منذ نشأتها لم تزل ترتكب الجرائم ضد الإنسانية، للحفاظ على مكانتها وهيمنتها، واليوم في ظل استشعارها الواضح بقرب زوال هيمنتها الأحادية، لا تتوانى عن استخدام مثل هذا السلاح المدمر، فهي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة الذرية في هيروشيما وناغازاكي، وتلجأ اليوم لإلقاء قنابل أخرى على شاكلة الأوبئة والأمراض المعدية التي تنشرها كلما اقتضت مصالحها الاستعمارية ذلك.
في ظل توازنات القوى الجديدة، لم تعد القوة العسكرية الأميركية الغاشمة بمقدورها تثبيت الولايات المتحدة في موقع الهيمنة والتسلط، وهي عاجزة اليوم عن تثبيط عجلة التعددية القطبية، ولذلك تحاول استخراج أسلحتها البيولوجية من مختبراتها المنتشرة في العالم، وبايدن، هو في النهاية رئيس عصابات تحكمها عقلية الهيمنة والسيطرة، من دون الاكتراث لمصير البشرية جمعاء، وعندما يتحدث عن وباء جديد قادم، فهو يعي تماماً ماذا يقول.