يعكس الإرهاب الأميركي المتنقل من مكان إلى مكان، الحال الكارثية التي وصلت إليها أعتى امبراطورية في التاريخ، ليس هذا فحسب، بل إن ذلك الإرهاب الذي بات معلناً بات يشرع الأبواب مجدداً على حقيقة الاستراتيجية الأميركية التي لا تزال تقوم وترتكز على القتل والدمار ونشر الإرهاب والخراب والفوضى، وتدمير مقومات الدول والشعوب حتى يتسنى لها أن تبقى قوة مهيمنة ومتسلطة وممسكة بمفاتيح العالم.
ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم أضحى ترجمة حقيقية لما هو أبعد من التخبط والعجز، لاسيما وأن التصدع قد أصاب أركان المشروع الاحتلالي والاستعماري الأميركي في الصميم، وصولاً إلى سقوط القطبية والأحادية في فخ الرهان على الغطرسة والعنجهية والسياسات الحمقاء.
واشنطن ومن خلفها حلفاؤها وأتباعها الغربيون، تواصل إرهابها وتصعيدها المحموم على كل الجبهات، وكأنها تسابق الزمن لإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء، أو على الأقل وقفها عند هذا الحد، ليقينها أن الأيام القادمة سوف تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت الصادمة والكارثية على المشاريع والطموحات الأميركية التي باتت في خطر وجودي حقيقي، بعد نسف كل مقومات بقائها على الأرض خلال المرحلة الماضية.
الهستيريا الأميركية والغربية مستمرة وتزداد حدة وشدة يوماً بعد يوم، ولكنها لن تستطيع وقف الزمن وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، فالعالم بات بحاجة إلى نظام عالمي جديد أكثر عدالة ونزاهة ويحكمه عدة أطراف وليس طرف واحد مهيمن وهو ما يجعل من الوضع خارج عن نطاق السيطرة في كثير من الأحيان كونه لم يعد رهناً بتطورات الموقف فحسب، بل بات رهناً لخيارات وقرارات وضرورات اللحظة التي ترتبط بحماقات الإدارة الأميركية التي تذهب بعيداً في التصعيد والاستفزاز.