كتب أب على صفحته في “فيسبوك” “اليوم اشتريت مكتبة لجدار منزلي الصغير، آمل من اللّه أن يكون هنالك قُرّاء صغار” وأرفق صورة المكتبة، وتمنيت أن يوفّق في اختيار الكتب التي سيقرأها أبناؤه…
خطوة جميلة البدء بتأسيس مكتبة في عالم تحفيز الطفل على القراءة، يُضاف إليها قراءة الأهل أمام أطفالهم ليكتسب الأبناء عبر التقليد المعروف لدى الأطفال تلك العادة والميزة…
من يقارن في زمننا مقتنيات الأطفال في كلّ بيت يتبيّن أن الثقافة انحسرت من مكانها وصارت كمالية، ومن يعتقد أن سنوات الدراسة كافية لتكوين شخصية مثقفة واعية يكون مخطئاً، فالمهندس المعماري يمكن أن يكون أكثر إبداعاً في عمله عندما يستلهم من ثقافة الجذور التاريخية المعمارية لبلاده وبيئتها وآثارها وحدائقها وقلاعها وشرفات أبنيتها…
روّاد حركة التحرّر في العالم معظمهم من الصحفيين والشعراء والباحثين والمسرحيين المثقفين، وظّفوا ثقافتهم في نشر مشروعهم النهضوي والسياسي والفكري ولايشبه ماشهدناه من المجموعات الإرهابية بفكرها التكفيري وممارساتها الوحشيّة…
بناء جيل مثقّف واع مسؤولية كبيرة تبدأ من أسرة تعي أهمية الثقافة ودور القراءة والمطالعة في اكتساب تلك الثقافة ومهارات فكرية وتعليمية متنوعة لجيل المستقبل، ليؤسس مسارات ومشاريع نهضوية ثقافية تحصّن الوطن من كلّ فكر استهلاكي واستبدادي دخيل على الهوية والانتماء الوطني.