الملحق الثقافي-سعاد زاهر :
متدفق جدا..
حار..فاتر..بارد ..كمزاجها
حين أغلقت الماء المنساب كشلال ناعم
انتبهت أن صورته لا تفارقها
عيونه البنية الواسعة…
وصوته الرخيم
يجعلها تتوه ألف مرة في اليوم
رغم أنه يأتيها من بعيد..
حين غادرت المكان الجميل..
دون أي وعد…!
اعتقدت أنها حملت قلبها ومضت..
هالها أنه اختطف كل شيء
معلقة.. أيامها ترفرف وتستكين
ارتعاشات صبرها تخفت
ورجع نداء السفر يحملها إليه
مع ألف يقين
بالأمس حين اختلطت الألوان
عيونها مغمضة ويداها تغلف وجهها
اختزل همسه كل الخطا
وسحر المساء أيقظ كل حنين
حية أكثر من أي وقت مضى
روحه تلتف حولها
ترمم ..تصوغها من جديد
كأنه مقلة لا تمل النظر
تباريح صوته تستعذب اللحظة
وتنتشي قامتها وتمتد نحو الآتي
كوليد يتنفس اللحظة
يا لها من ليلة…
الأضواء الخضراء …تترقب أصداءه
دخلت في ارتدادات صمته
وحين حل الظلام…
أنارت روحه المكان…
وبدا صوته أعذب من أي وقت كان
يا لروعة الحياة.. حين يصمت رنين الألم
ويتلطخ الوقت بخيوط النور المتسللة
بحذر لص عتيق..
الآن فقط..
تستطيع فعل أي شيء
تلتقيه بعيداً عن خوفها وعجزها
الآن فقط…
لا تطمع إلا في شيء واحد
أن تتوسد الشمس قربه
كي نصنع مجدافاً يلغي أشرعة المسافات
نلتقي …
نبعثر حبات الرمل
نرسم على الصخر قلبينا لنهشم غرور المستحيل..
العدد 1101 -28-6-2022