الثورة – حمص- رفاه الدروبي:
احتضنت حديقة رابطة الخريجين والجامعيين بحمص محاضرة حول “اللغة العربية بين الأصالة والتغريب” قدَّمها الدكتور عصام الكوسى بحضور جمهور نوعي في المدينة.
الدكتور الكوسى بدأ حديثه عن تعريف اللغة حيث يرى البعض بأنَّها تتألف من مجموعة من الأصوات، والغرض الرئيس التواصل بين الآخرين كي تعبِّر عن كلِّ ما يجول في نفوسنا، وآخرون من المحدثين عرفوها بأنَّها مجموعة من الرموز لتبادل المعلومات والأفكار والآراء.
وانتقل المحاضر إلى مصطلح أصالة اللسان فيقال رجل أصيل ومعناها ثابت الرأي عاقل، ومجموعة أخرى تعني الثبات والقوة والعراقة ورمز مهم للهوية والثقافة والأفعال الإنسانية. موضحاً بأنَّ الأصالة والحداثة ضدان، بينما يعتقد البعض أنَّ الأصالة أساس الفكر والحجر الأساسي للانطلاق للأمام وأثبتوا دليلهم بأنَّ من يكون من دون ماض لا حاضر ولا مستقبل يعتمد عليهما ولعل الثقة بماضي الأمة وحاضرها حافز على الإبداع.
أمَّا أصالة اللغة العربية فتحدث عنها علماء كثيرون عرب وأجانب طارحاً ما قدمه المستشرقون حول فرادة اللغة العربية وجمالها.
واستعرض الكوسى سمات اللغة العربية وأهمها الاشتقاق والإعراب، ما جعلها تتفوق على كثير من اللغات، وأعطاها أهمية بين اللغات الستة متسائلاً عن اغتراب الأبناء عنها، مبيناً دور المصطلح الثالث التغريب ويتخذ أشكالاً مختلفة لإبدال ثقافة بأخرى وعندما يتحدث الباحثون عنه يسيرون إلى واقع صنعته ظروف تاريخه ونسجت خيوطه عوامل كثيرة.
كما طرح الدكتور عصام أسباب تغريب اللغة العربية مقدِّماً عدة عوامل داخلية وخارجية ساهمت في تغريبها وأهمها مناهج التعليم في الوطن العربي وعدم تلاؤمها مع الواقع المعاش وتدَّرس بنفس الطريقة الحفظية ما أدى إلى الازدواج اللغوي ومناهج التعليم وتشجع اللغات الأجنبية على اللغة، منوهاً بأنَّ السبب الثاني عقدة النقص والتبعية والمثاقفة بين الحضارات، إضافة إلى دور وسائل الإعلام، واعتبرها الأداة الأهم، وإنَّ العلاقة بينهما عضوية ودوره أشد تأثيراً لأنَّها ذات مضمون توجيهي أكبر بكثير عن تأثير والمنهج التربوي الأول ليكون دورها بالمقام الأول، وأصبحت أداةً مهمة من أدوات التغريب الجديدة وتليها المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي آخذين حجة لهم بأنَّ العصر يتطلب السرعة وتسلح آخرون مزجوا بين العربية والأجنبية وغدت الفصحى غريبة عن أبنائها وغابت الرؤية الواحدة لدى أصحاب القرار في الوطن العربي.
وأنهى محاضرته عن تعريب المصطلحات حيث وافق أصحاب القرار على الكلمة الأجنبية ورأى آخرون بأنَّ اللغة قادرة على مواكبة العصر ووجدت لها مرادفات عربية خاتماً حديثه بمدى الحاجة إلى خطة مدروسة من قبل الدول العربية للخروج بمصطلحات لغوية عربية بدلاً من الأجنبية.
السابق