الدراما التلفزيونية والعودة إلى الأدب

الثورة – فؤاد مسعد:
يقول الخبر إن عملاً درامياً اجتماعياً جديداً سيجمع بين المخرج جود سعيد والكاتب حسن سامي يوسف الذي يعود إلى الدراما التلفزيونية عبر سيناريو كتبه مأخوذ عن روايته (على رصيف العمر) ما يشي أن نصاً هاماً في طريقه ليرى النور، لماذا هام؟.. لأنه يحمل اسم كاتب حفرت أعماله في الوجدان، ولأنه متكئ على عمل أدبي الأمر الذي غاب إلى حد بعيد عن أعمالنا الدرامية في السنوات الأخيرة، فما يحدث اليوم أن كثيرين يضعون اللوم على حجر الزاوية في العمل الدرامي التلفزيوني وهو النص، وعوضاً من أن يحاول صانعو الدراما إيجاد الحلول المناسبة للارتقاء بسوية النصوص المقدمة كأن يلجؤوا إلى النهل من (الأدب)، يقومون بالنهل من (أشباهه) فيقدمون مسلسلات منسوخة أو مأخوذة عن مسلسلات وأفلام درامية أجنبية تلبية لمتطلبات السوق الإنتاجي، ورضوخاً لسلطة رؤوس الأموال وإملاءات المحطات العارضة.
يعيدنا هذا الأمر في الذاكرة إلى الكثير من التجارب الناجحة التي قدمتها الدراما السورية واعتمدت فيها النهل من الأصل الأدبي الذي شكّل ولا يزال منبعاً ثرّاً لا ينضب من الإلهام بكل ما يحمل من غنى في العوالم والأجواء العامة وعمق في الحوارات وتنوع في الأحداث، إضافة إلى لغة أدبية يمكن الاستفادة منها بما يتلاءم والنص التلفزيوني، وإعادة إنتاج الرواية أدبياً وبصرياً بما يتلاءم مع البيئة ومفرداتها ومعطياتها المتعددة، ونسج شخصيات محبوكة بعناية لأنها تُبنى بطريقة تتداخل فيها العوامل النفسية والروحية والجسدية مع العالم المحيط للشخصية، وبشكل عام تُبنى هذه الأعمال بشكل متماسك ما يشكل لكاتب السيناريو صك ضمان يحمله معه حتى يصل إلى النهاية، وذلك كله ساعد بشكل أو بآخر على الارتقاء بسوية ما قُدم ضمن هذا الإطار، وإن كان ليس كل الأدب ينفع هنا فليس شرطاً أن الروايات كلها تمتلك مشروعية نقلها إلى عمل تلفزيوني، فهناك روايات نسيجها الدرامي ومواضيعها المطروحة تستفز الكاتب ليحوّلها إلى سيناريو بينما نجد روايات أخرى لا تحقق هذا الشرط.
مما لا شك فيه أننا في أمس الحاجة إلى هذا المستوى من الكتابة والنضج فجملة صغيرة من رواية يمكن أن يُستلهم منها العديد من الأفلام، الأمر الذي حصل فعلاً في الأدب الروسي حيث قُدمت أفكار من الروايات الروسية في الأفلام. ومرت فترات على الدراما السورية تعددت فيها الخيارات الدرامية المُدرجة تحت إطار الاستلهام والاقتباس من أصل أدبي سواء أكان روائياً أم مسرحياً، عربياً أم عالمياً. وتنوعت طرائق وأساليب النهل من هذه الينابيع الأدبية فهناك من سعى لاقتباس الرواية أو المسرحية كاملة، وآخرون أخذوا من الأصل الأدبي فكرة أو حدثاً أو شخصية معينة لنسج أحداث مسلسل كامل.
والشواهد على ذلك كثيرة نخلص إلى ذكر بعضها لعلها تشكل حافزاً للقادم من الأيام، ونذكر منها سبيل المثال لا الحصر: (أسعد الوراق) المأخوذ عن قصة الله والفقر لصدقي اسماعيل، (تاج من شوك) و (القلاع) المستلهمين من مسرحيات شكسبير، (نهاية رجل شجاع) (المصابيح الزرق) (بقايا صور) عن أعمال للكاتب حنا مينه، (ليل المسافرين) عن البؤساء لفيكتور هيغو، (جواد الليل) عن أحدب نوتردام لفيكتور هوغو، (الرياح الأبدية) عن رواية الخيميائي للكاتب البرازيلي باولو كويلو، (الأرواح المهاجرة) المأخوذ بيت الأرواح لإيزابيل أليندي، (الغدر) عن بائعة الخبز للكاتب الفرنسي كزافييه دومونتبان، (الدغري) مأخوذ عن قصة الكاتب عزيز نيسين، (قصص الغموض) (جريمة في الذاكرة) (اللوحة الناقصة) عن روايات لأجاستا كريستي.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب