وأنت تتجول في شوارع وأحياء مدينة حمص وتراقب حدائقها ستكتشف أن كثيراً منها مهملة، وكما يوجد حي منظم وخدماته ممتازة وأبنيته شاهقة وشوارعه نظيفة، هناك أحياء غير منظمة وخدماتها سيئة وأبنيتها مخالفة وتنتشر الأوساخ والروائح الناتجة عنها في شوارعها، وستجد أن حدائق حمص ورئتها ومُتنفس قاطنيها بعضها مرتبة، أشجارها شامخة، أزهارها تفوح بشذاها، أسوارها منسقة، تُسقى كل يوم ويتم تنظيفها والعناية بها من قبل موظف البلدية. وحدائق نسيها الزمن كما نسيها مجلس المدينة، مقاعدها مُكسّرة وأشجارها تشرف على الموت، خالية من أي مظهر يدل على أنها حديقة، تنتشر الأتربة والأوساخ فيها وتغزوها الحشرات والقوارض، لا تتم العناية بها ولا تُسقى أو تُنظف مثل مثيلتها في أماكن أخرى، حتى تكاد تصرخ من كثرة الإهمال: أنا هنا من أجلكم فاهتموا بي لأمنحكم المنظر الجميل والروائح العطرة، ولأكون فعلاً رئة مدينتكم لأقدم لكم الأوكسجين النقي وأحافظ على بيئتكم وأخلصها من الغازات السامة، أنا هنا من أجلكم وأجل أطفالكم حين يأتون إليَّ لقضاء وقت من الراحة والهدوء في ظل أشجاري، وإذا لم تستجيبوا لندائي بذريعة نقص اليد العاملة وعدم توفر الإمكانات اللازمة، فماذا تفعل المديرية المسماة باسمي ” مديرية الحدائق” في مجلس مدينة حمص؟ أم إنها ارتضت لنفسها أن تكون اسماً من غير مُسمّى؟.