وزارة الخارجية تكرم السفراء السابقين.. المقداد: كنا ومازلنا ندافع عن الخطوط الراسخة للسياسة المبدئية لسورية
الثورة- متابعة راغب العطيه:
أقام المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية والمغتربين مساء اليوم حفل تكريم للسفراء السوريين السابقين على جهودهم في إيصال صوت سورية ورسالتها الحضارية إلى جميع أنحاء العالم، وذلك في مكتبة الوزارة.
وأكد الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في كلمته الترحيبية بالسفراء الحضور أن الدبلوماسية السورية نجحت عبر عقود من الزمن في ترسيخ مكانتها كمؤسسة مستمرة لا تتردد في الدفاع عن القضايا العادلة لسورية والأمة العربية وكل شعوب العالم الحرة، وقال: لقد كنا ولا نزال مؤمنين ومدافعين عن الخطوط الراسخة والمشرفة للسياسة الخارجية المبدئية لسورية، والقائمة على الدفاع عن وحدة ارضنا وهويتنا وعن استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني.
وعبر المقداد عن سعادته واعتزازه بوجوده أمام هذا الجمع الكبير من الدبلوماسيين والسفراء، وقال: إن هؤلاء لا نصفهم بالمتقاعدين ولا بالسابقين، فمن تشرف بثقة السيد الرئيس بشار الأسد وثقة القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد وحمل لقب السفير سيبقى سفيرا، ومن خاض غمار السياسة والعمل الدبلوماسي والفكر الإبداعي ، ودافع عن المواقف المبدئية للجمهورية العربية السورية لا يمكن ان يتقاعد، فهو يبقى ذخيرة حية وشعلة متقدة ومصدرا لا ينضب في الخدمة والمشورة والفائدة لهذا البلد العظيم وهذه المؤسسة الأصيلة .
وأكد المقداد أن هذه المبادرة الطيبة ستصبح عادة مؤسساتية راسخة ومستمرة تعكس ايمان وزارة الخارجية والمغتربين بأحقية كل من عمل وتفانى واجتهد في خدمة بلده بأن يحظى بالتكريم وبأن يبقى حاضراً في الذاكرة الحية للدبلوماسية السورية، لافتاً إلى أن هذا التكريم سيكون جزءاً لا يتجزأ من عملية متواصلة لكتابة وتوثيق تراث هذه المؤسسة ليصبح مرجعاً دائماً وغنياً ومتجدداً، يستفيد منه كل من عمل ويعمل وسيعمل في وزارة الخارجية والمغتربين، بل ويصبح جزءاً من الذاكرة الحية والمستدامة لسورية التي منحتنا جميعاً العزة والكرامة والاباء، وتستحق منا ان نمنحها جهدنا وتفانينا واخلاصنا وحياتنا.
وقال المقداد: إننا في هذه القاعة ننتمي الى أجيال متعاقبة عملت او ما تزال تعمل في وزارة الخارجية، حيث كنا وما نزال نسعى إلى متابعة تنفيذ توجيهات القيادة السياسية سواء اليوم في عهد السيد الرئيس بشار الاسد أو في عهد القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد ، وكنا وما نزال مؤمنين ومدافعين عن الخطوط الراسخة والمشرفة للسياسة الخارجية المبدئية لسورية، والقائمة على الدفاع عن وحدة ارضنا وهويتنا وعن استقلالنا وسيادة قرارنا الوطني، إلى جانب سعينا لتنفيذ التوجيهات بمد جسور الصداقة والتعاون والتنسيق مع الاشقاء والاصدقاء ممن يشاطروننا احترام وصون مبادئ الحرية والاستقلال والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وكذلك جهودنا في مجال رعاية الجاليات الاغترابية السورية في مختلف أنحاء العالم والعمل على تعزيز تواصل السوريين وشعورهم الأصيل بالانتماء الى وطنهم الأم سورية.
وخاطب المقداد الدبلوماسيين الشباب الذين اختاروا هذه المهنة المشرفة بالقول: إن سر نجاح الدبلوماسية السورية عبر العقود الأخيرة كان وسيبقى مرتبطاً بمبدئية ونزاهة السياسة الخارجية السورية ووضوح الرؤية لدى قيادة هذا البلد والواقعية والمرونة والإيمان بأنه يستحق منا أن نكون أكفاء ونزيهين وأصحاب حق وشرف وكرامة، مشدداً على أن الدبلوماسيين سيبقون جزءاً من جيش كبير صمد وسيصمد مهما كانت التحديات بفضل حكمة القيادة وتماسك المؤسسات الوطنية العريقة، وفي مقدمتها القوات المسلحة الباسلة التى وقفت وتقف ضد المحتل والمعتدي والارهابي وداعميه.
ودعا الوزير المقداد الدبلوماسيين إلى تعزيز تجاربهم وخبراتهم وأن يتذكروا على الدوام أن في سورية قيادة سياسية مؤمنة ذات رؤية نافذة تعاملت بنجاح مع مختلف التحديات ومازالت تعمل بذات الحكمة والصبر على تجاوز العديد من التحديات الوطنية والإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الآثار السلبية للإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي على سورية واستعادة الأمان والاستقرار والعمل على تحرير الأراضي السورية المحتلة من تركيا أو الولايات المتحدة أو اسرائيل أو التنظيمات الارهابية وتأمين العودة الآمنة والطوعية لجميع السوريين المهجرين، ومواجهة خطر اسرائيل وعدوانها واحتلالها للاراضى العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان، مؤكدا أن هذه القضية حاضرة دوماً على رأس أولويات صانع السياسة الخارجية السورية بالتوازي مع سعي الخارجية الى تنفيذ توجيهات القيادة بالعمل على إعادة الزخم للعلاقات العربية العربية واصلاحها لإعادة الألق للأمة العربية.
من جانبه أكد مدير المعهد الدبلوماسي الدكتور عماد مصطفى أن الدبلوماسيين السوريين السابقين هم نخبة لامعة كان لهم شرف تمثيل سورية في مختلف دول العالم ورفعوا شعلة الحضارة والثقافة ودافعوا عن كرامة الأمة فرفعت سورية رأسها عالياً بهم.
من جهته الدبلوماسي علي المدني أقدم السفراء السابقين الموجودين قال في كلمة السفراء السابقين: إن هذه المبادرة من المعهد الدبلوماسي أتاحت الفرصة لتكريم السفراء الذين خدموا وطنهم بكل شرف وإخلاص ، مشيرا الى ان العمل الدبلوماسي لا ينتهي بانتهاء ساعات العمل في المكتب، بل هو متواصل في كل مكان في البلد المضيف ويعتمد على العلاقات العامة بالدرجة الاولى.
السفير والدبلوماسي السابق سليمان حداد أكد أهمية مبادرة تكريم السفراء لأنها تحمل في طياتها الوفاء والمحبة، وهي فرصة للتشاور وسماع كل الآراء، مقترحا ان يتم تشكيل نادي للسفراء القدماء يتبع لوزارة الخارجية والمغتربين.
وفي الختام تم التقاط الصور التذكارية لكل الحضور.
حضر الحفل الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية ووزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام وأعضاء القيادة المركزية في حزب البعث العربى الاشتراكى الدكتور مهدي دخل الله والدكتور محسن بلال وهدى الحمصي ووزير الاعلام الدكتور بطرس الحلاق ونائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري ومعاون وزير الخارجية الدكتور أيمن سوسان وعدد كبير من الدبلوماسيين والسفراء السابقين والحاليين والعاملين في وزارة الخارجية والمغتربين.
تصوير: نبيل النجم