ثمة فلاحون عجزوا عن إيجاد وسيلة للحصول على مخصصاتهم من المازوت لتشغيل مضخات مياه الآبار ، ولم يشفع لهم التحول إلى الري الحديث والتنقيط في أن يرووا مزروعاتهم وأشجارهم الممتدة على مساحات واسعة بسبب غياب القدرة على توفير المياه.
حتى أن “تكامل” أوقفت منح البطاقات للفلاحين للحصول على مخصصاتهم من المازوت لسحب مياه الآبار في ظل غياب الطاقة الكهربائية ما يطرح تساؤلاً عن سبب التوقف عن منح البطاقة المخصصة لري المزورعات .
مايحصل اليوم من تراجع في القدرة على توفير المياه والمستلزمات الزراعية للفلاحين يتناقض مع مايصرح به المعنيون في القطاع الزراعي عن دعم هذا القطاع وجعله أولوية، نظراً لأهميته القصوى في ظل الظروف الراهنة، فكيف يمكن إنعاش قطاع الزراعة والحفاظ عليه وهناك عجز في القدرة على توفير مستلزمات الري الذي يعتبر من بديهيات العمل الزراعي؟ .
الاستمرار في تجاهل أولويات العمل الزراعي وجعلها من المنسيات، سيكون له منعكسات مؤلمة أولها خسارة الأيدي العاملة في الزراعة وثانيها خسارة المساحات الزراعية إما بسبب تصحرها أو بسبب عدم جدواها وتحقيق الأرباح المناسبة، وهذا بدوره سيقود إلى تحويل الأراضي الزراعية إلى مشاريع غير زراعية ما يعني تأثر أهم قطاع حيوي في البلاد يسهم في الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي.
ولا يمكن أن تبقى الجهات المعنية مكتوفة الأيدي تجاه ما يتعلق بالمشكلات الزراعية وتأمين أبسط مقومات العملية الزراعية الناجحة، مادام هناك مزارعون لم يحصلوا على مخصصاتهم من المازوت بسبب الفساد، وآخرون بسبب توقف تكامل عن منح البطاقات، وإذا كانت الزراعة أولوية في القطاعات الاقتصادية فيجب أن يكون تأمين المياه اللازمة للري أولوية العمل الزراعي وغير ذلك يعني كلام في الهواء .