الثورة – ترجمة رشا غانم:
تمكن العلماء من الكشف عن الأصول الغامضة لمعادن الأرض، وقاموا بتفصيل تكوينها المتنوع على مدى مليارات السنين، حيث وجدوا أدلة على دور الماء والعناصر النادرة في تكوينها.
خلقت الطبيعة 40 في المئة من الأنواع المعدنية على الأرض والبالغ عددها 5659 نوعاً، وفي بعض الحالات استخدمت أكثر من 15 وصفة فريدة لإنتاج تركيبتها البلورية وتركيبها الكيميائي.
وتبيّن بأن الماء لعب دوراً مهيمناً في تكوين أكثر من 80 في المئة من الأنواع المعدنية، بالإضافة إلى 41 عنصراً نادراً من الأرض – بما في ذلك الزرنيخ، الكادميوم، الذهب، الزئبق، الفضة، التيتانيوم، الزنك واليورانيوم والتنغستن- عنصر فلذي يُستخدم لتنقية الفولاذ- وهي مكونات أساسية لحوالي 2400 من معادن الكوكب.
ومن جهته، يقول د.روبرت هازن – المؤلف المشارك للدراسة وعالم في مختبر الأرض والكواكب – معهد كارنيجي للعلوم : “ظهرت تسعة من أصل 5،659 نوعاً من المعادن المعترف بها والتي تم مسحها بواسطة العلماء عبر 15 أو أكثر من العمليات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية المختلفة – والتي تضمنت كل شيء بدءاً من التكوين شبه الفوري عن طريق الصواعق أو ضربات النيزك، إلى التغييرات التي تسببها التفاعلات المائية والصخرية أو التحولات في ضغوط ودرجات حرارة العالية والتي تعود لمئات الملايين من السنين.
واكتشف العلماء أن البيريت، تم تشكيله بـ 21 طريقة مختلفة. ويمكن أن يتكون البيريت في درجات حرارة عالية ومنخفضة، مع الماء وبدونه، بمساعدة الميكروبات وأيضاً في البيئات القاسية حيث لا تلعب الحياة أي دور على الإطلاق.
في المقابل، نشأ الألماس بتسع طرق على الأقل، بما في ذلك التكثيف في الأجواء الباردة للنجوم القديمة، أثناء اصطدام نيزك، وتحت ضغط عالٍ شديد الحرارة في أعماق الأرض.
هذا ويوضح رئيس جمعية المعادن والأستاذ في كلية علوم الأرض والفضاء بجامعة بكين في الصين – أونهاي لو: “بأن العمل الرائع الذي قام به هازن وموريسون يوفر طريقة محتملة لاكتشاف المعادن المحتملة في الطبيعة”.
وأضاف: “يمكن أن تكون المعادن مفتاحاً لإعادة بناء “الحياة الماضية” بأكملها والتنبؤ بـ “الحياة المستقبلية” للأرض، “وفهم تطور المعادن” سيوفر لنا مساراً جديداً حتى نتمكن من استكشاف الفضاء السحيق والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض وصالحة للسكن”.
ووفقاً لملخص الورقة البحثية، يشير الجدول الزمني لتكوين المعادن على الأرض إلى أن معظم هذا التنوع قد نشأ في أول 250 مليون سنة من وجود الكوكب. ولهذا آثار ذات مغزى لتحديد ما إذا كنا وحدنا في هذا الكون.
المصدر: ديلي ميل
