رسائل عدة تضمنتها الزيارة التي قام بها السيد الرئيس بشار الأسد إلى محافظة حلب، منها ما هو موجه إلى الخارج، ومنها ما هو موجه إلى الداخل، وما يهمنا في هذه الأروقة المحلية رسائل الزيارة إلى الداخل، وبالتحديد إلى المعنيين بضرورة وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تطوير الواقع الخدمي والاقتصادي والاجتماعي لمحافظة حلب وفق أولويات تتحقق من خلالها عدالة تقديم الخدمات لكامل أحياء المدينة وريف المحافظة، وتتبع تنفيذ هذه الخطط وفق برامج ومدد زمنية محددة، وبما ينعكس إيجاباً على خدمة المواطن وبناء الوطن.
كما حملت الزيارة رسالة مفادها شحذ همم المسؤولين وتحفيزهم للإنجاز ليدركوا فعلاً لا قولاً أن هناك من يتابع ويراقب ويسأل، وكذلك ضرورة التواصل مع المواطنين وبقدر تواصل المسؤول مع المواطن يكون نجاحه في أداء مهمته، وهذا التواصل يجب أن يكون عفوياً دون ترتيبات مسبقة أو أبواب مغلقة، ولنا في منهجية السيد الرئيس خير دليل على حقيقة هذا التواصل، فالسيد الرئيس وخلال خطاب القسم عام 2000 خاطب الجماهير المحتشدة ليؤكد أنه من صفوف الشعب خرج، وأنه سيكون بينهم ومعهم في كل مكان وأي وقت، ولم يطل انتظار كل من راهن على ذلك، فإذا برئيس الجمهورية يظهر بمفرده أو مع عائلته الصغيرة هنا أو هناك في هذه المحافظة أو تلك، في الشوارع، في الأسواق، في المسرح، في الملعب، في المشاريع، في أحياء المخالفات التي يجهل بعض المعنيين أسماءها، ودون كثير ضجة ومرافقة وبروتوكولات، لأنه ببساطة يرغب بلقاء مباشر مع شعب أولاه زمام القيادة ومنحه الحب، فبادله الولاء والحب باهتمام بمصالحه وهمومه والإصغاء لمشكلاته.
هذه بعض الرسائل التي يمكن قراءتها من خلال زيارة السيد الرئيس إلى محافظة حلب، والتي وصلت علاقته بها إلى مرحلة العشق، فهل نكون نحن مسؤولون ومواطنون في حلب أوفياء لهذا العشق، نعمل لأجل بناء الوطن وخدمة المواطن، هذا ما يجب علينا أن نترجمه خلال الأيام القادمة عبر منهجيات وسلوكيات في أفعالنا قبل أقوالنا، عبر وضع خطط وبرامج تنموية وخدمية وتتبع تنفيذها.. نأمل ذلك، ونحن على متابعة.
