هي زيارة الرجل المريض سياسياً إلى المنطقة ..بايدن بعد أن غادر الأجواء كُتب عليه عناء إضافي وفقدان للوزن الشعبي إلى ما دون ٣٦ بالمئة في أميركا..
هذه المرة الأولى الذي يزور فيها رئيس أميركي المنطقة وهو يعاني من حمى سياسية وشعبية في بلاده وعلاقاته الخارجية ..جاء ليطمئن على مناعة حلفائه ضد روسيا والصين، وهل يمكن لهذا المحور أن يرتفع منسوبه في الشرق الأوسط لدرجة أن واشنطن لن تستطيع العوم على خشبة مصالحها اليوم في المنطقة.
بايدن وقبل زيارته مزق خطابه الانتخابي وأوراق الوساطة الأميركية في عملية السلام والقضية الفلسطينية ومحا كل كلمة قالها هو أو أي رئيس أميركي قبله عن (حقوق الإنسان)..فهو في صدد إنقاذ المستقبل الغربي وليس الماضي ..واللعبة الأميركية باتت قائمة على التطور اللحظي للأحداث وليس الإستراتيجيات..
جاء بايدن ليرضي إسرائيل بالدرجة الأولى وحلفاؤه في الدرجات المتبقية فاللوبي الصهيوني مؤثر في انتخابات بايدن بعد سنتين أما ما تبقى من الحلفاء فالمطلوب منهم ضخ أكبر قدر من النفط في ميزان المعركة العالمية القائمة في أوكرانيا..
لم يعبئ بايدن خزانه النفطي كاملاً من المنطقة ..لم تأت أحلامه بخفض ثمن برميل النفط على قياس الواقع رغم مجيئه شخصياً إلى حلفائه .. فكثرة النزاعات وخسارة الحروب الأميركية من أفغانستان إلى العراق إلى سورية وحتى أوكرانيا التي تحارب بالوكالة عن أميركا ..علمت الآخرين أن ثوب أميركا لايستر سوى الأميركيين وأن الانهيارات الاقتصادية في أوروبا سببها المقامرة الأميركية بسياسات القارة العجوز ورهان البيت الأبيض على جيوب الأوروبيين في معاركه.
لم يرفض الحلفاء لواشنطن بايدن بما جاء به ولم يقبلوه كاملاً. يتجهون إلى المنتصف بينه وبين روسيا في لعبة التأرجح بين القوى العالمية ..لعله تفاؤل بأن دروس المرحلة السابقة بدأت تعطي نتائجاً ولكن الثابت أن بايدن مريض سياسياً، لذلك لم يصافحه الخليج إلا بقبضة كورونا ..وهذا يدل على الحذر في التعاطي أو الانصياع الكامل لواشنطن في هذه المرحلة التي تفتح فيها المنطقة يدها كاملة لمصافحة روسيا والصين ..
رصدت كاميرات التصوير زيارة بايدن إلى المنطقة من بوابة توثيق مشهد تراجع الهيمنة الأميركية، لكن القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني سيترقبها العالم وينتظر الجميع نتائجها التي تساهم في تغيير وجه النظام العالمي القائم.