الملحق الثقافي-غسان شمه:
إلى حافة الكون، وانفجاره الكبير، يأخذنا التيلسكوب العملاق الجديد جيمس ويب، لنطل من نافذته على متسع غير متناه من عمر كوننا البالغ 7،13 مليار عام من السنين وفق الكاتب ديفيد كريستيان في كتابه «التاريخ الكبير- الانفجار الكبير.. الحياة على الأرض وصعود الإنسانية» الصادر عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة للكتاب.
ومن الطبيعي أن السؤال الأساسي حول خلق الكون مازال يثير جدلاً لم ولن ينته على مستوى الوجود البشري لأسباب فلسفية وفكرية وعقائدية، وخاصة أن الوصول إلى إجابة نهائية أو شبه نهائية ما زال غير مقدور عليه في هذه الأزمان. ولكن من الطبيعي أن يستمر الإنسان في بحثه هذا المفتوح على احتمالات متعددة، ومن الطبيعي أيضاً أن يوظف كل ما يتوفر له من أدوات بحثية في مختلف العلوم والمعارف التي توصل إليها للاقتراب من ما يشبه الإجابة التي تشبه السراب في صحراء ممتدة، في الوقت الذي يتوسع فيه الكون باستمرار وبشكل متسارع كما يشير الباحث تشارلز سيف في كتابه المثير «الصفر..سيرة فكرة خطيرة».
المدهش ردود فعل بعض الذين يسيرون على هامش العلم حيث ذهبوا لأمكنة «نقدية» تتوافق مع اعتقاداتهم وآليات تفكيرهم وكأنهم ما زالوا غير قادرين على هضم وإدراك الآفاق الواسعة التي بات العلم يتجول فيها بمستويات مختلفة، ما زالوا يدورون في فلك الإجابات القديمة.
أعود إلى الكتاب الأول الذي يطرح مؤلفه سؤالاً مهماً: ما الذي يجعلنا مختلفين جداً إلى درجة أن تطورنا يعد نقطة تحول أساسية في تاريخ كوكبنا؟
يجيب: إذا كانت قردة الشمبانزي تعمل في الغالب مثل أجهزة الكمبيوتر المستقلة فإن الإنسان الحديث يعمل مثل أجهزة الكمبيوتر المتصلة بشبكة الإنترنت.
العدد 1103- 19-7-2022