احتفت الأوساط الفنية العربية في 20 تموز 2022 بميلاد الموسيقار الكبير محمد سلطان الـ 85 ( من مواليد الاسكندرية 1937)، هو الذي كان وعلى مدى عقود الملحن الأساسي لكروان الشرق فايزة أحمد، حيث قدم لها أروع وأشهر الألحان ومنها: العيون الكواحل، أخذ حبيبي، قول لكل الناس، وتعالى شوف، مال علي مال، ياما يا هوايا، رسالة إلى امرأة، أحلى طريق في دنيتي، فين حبيبي ألاقيه، نقطة الضعف، علمتني الدنيا، خليكوا شاهدين، دوبني دوب ياهوا، العيون الكواحل، لقيتك فين، غريب يازمن، قاعد معايا، وغيرها كثير.
وله فضل كبير على عمر خورشيد (أشهر عازف جيتار) وعلى مجدي الحسيني (أشهر عازف أورغ) فهو الذي أتى بهما إلى الفرقة الماسية، التي كانت تعزف ألحانه، بعد أن سمع عزفهما المتفرد في أحد المطاعم، ولقد لمعت ألحانه في عصر الغناء الذهبي، وفرض نفسه بين كبار الملحنين العرب في القرن العشرين، هو الذي شكل فرقة موسيقية منذ كان في سن 17، مايعني أنه امتلك حساسية سمعية عالية منذ مطلع حداثته، ولم تلمع ألحانه بصوت الراحلة الكبيرة فايزة أحمد فحسب، وإنما لمعت بأصوات عديدة، فهو صاحب لحن أغنية سعاد محمد الشهيرة (أوعدك)، كما ساهم بتألق النجم هاني شاكر في بداياته، حين لحن له (سيبوني أحب، وياريتك معايا، وحكاية كل عاشق، وغيرها)، الشيء الذي جعل عبد الحليم حافظ يطلب منه لحناً، لكن مرضه ورحيله المبكر حال دون تحقيق ذلك. كما لحن لوردة وميادة حناوي وللعديد من الأصوات المعروفة.
ومحمد سلطان عرف في بداياته كممثل، إلا أنه تناسى نقطة الوصول إلى مصاف النجم السينمائي، بعد أن لعب أدوار البطولة الأولى, في العديد من الأفلام، وعاد للانطلاق في عالم التلحين بعد أن سجل نهايته الحقيقية كممثل ومطرب، حيث امتلك القدرة على التوليد اللحني والإيقاعي، و(شكل مع فايزة أحمد رفيقته في رحلة الفن والحياة) أحد أشهر الثنائيات الفنية, ولقد عبر بالنغمة الحية عن أحاسيسه تجاه صور الذكريات والتراث كمنطلق لخطه التطويري في صياغة الجمل اللحنية والتراكيب الإبداعية، كما وضع موسيقا تصويرية للعديد من الأفلام السينمائية، التي أكدت بصمته الخاصة في صياغة الجمل اللحنية الخاصة والمتطورة والمبتكرة.