الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
على غفلة منها، وبينما كانت تهم بإغلاق هاتفها، إذ برسالة عاجلة تأتيها من أحد الأصدقاء عن إمكانية مراقبة رسائل الواتس، وأنه كي تفعّل الرسالة يجب إرسالها إلى (15) شخصاً.
أعجبتها اللعبة وفعلت المطلوب، وبدأت تجرب إلى أن استنفدت كل الفرص واكتشفت أن الأمر عبارة عن خدعة، وتمنت لو أنها حقيقة مكنتها من اختراق من يهمها أمرهم، لم تستطع مقاومة هذا الاغراء، رغم كل محاذيره الأخلاقية…
ما لفتها بعد أن فشلت ردود فعل اًصدقائها الذين أرسلت لهم الرسالة ولم يهدؤوا إلا بعد أن طمأنتهم بأنها مجرد خدعة، ولكن هذه الحالة الساخرة ذكرتها بالفيلم الإيطالي «أصحاب ولا أعز» الذي يفترض صناعه لعبة افتراضية وهي « ترك اتصالات ورسائل هواتفهم المحمولة مكشوفة أمام الجميع …
الفيلم الذي أنتج منه حتى الآن (18 نسخة) من بينها النسخة العربية، التي أثارت ضجة في ملامح اعتبرت خرقاً يمس مجتمعنا…
الطبيعة الخاصة والازدواجية التي تعشش في نفوسنا، والأقنعة التي نرتديها.. ربما هي التي أصابتنا بالذعر حين بدأت تلك الرسالة التي تنبئ باختراق الواتس آب بالوصول إلينا، ومع أن غالبيتنا عدّها مضللة، إلا أن خوفاً ما اعترانا من انزياح قناع ما وبالتأكيد البعض تخوف من اختراق خصوصيته بعيداً عن الحالات الاعتيادية التي يدفعنا الفضول لاكتشافها من علاقات وخيانات وما شابه..
ولكن هذا التخوف المبدئي ألا يعني أننا نتبنى حياة خفية مغايرة لكل ما يظهر في العلن…؟
لو صدقت تلك الرسائل وتمكنا من اختراق الواتس آب، أي صدمات سنعيشها، وكم علاقة ستنتهي إلى الأبد ربما…!
ترى هل وسائل الاتصال هي التي تقحمنا في أتون حياة خفية لا نستطيع الانفلات منها، وخاصة في حال اعتيادنا عليها…؟
أو أننا في الأساس مهيئون للازدواجية ولا نرى متعة خارجها لأن كل ما حولنا يتبناها بشغف الأمر الذي يجعلنا في حالة ضياع بعيدا عن تلك النسخ المكررة التي إن خالفناها لفظنا بلا أي مقاومة …!
العدد 1104- 26-7-2022