الثورة – غصون سليمان:
خطة طموحة وهادفة يعمل على إنجازها باستمرار اتحاد عمال دمشق وفق جدول زمني على مدار العام يحقق من خلالها عشرات الندوات وورش العمل واللقاءات على جميع المستويات وذلك من خلال أمانة الثقافة والإعلام التي تنسق وتتعاون مع الجميع بما يخدم مصلحة العمل والعامل.
وانطلاقاً من تعزيز آليات العمل النقابي، ومأسسة العمل المؤسساتي وتطوير ما يجب تطويره بعد ظروف الحرب العدوانية على سورية. بين رئيس اتحاد عمال دمشق عدنان الطوطو من خلال الندوة الحوارية الغنية التي أقيمت امس في قاعة الاجتماعات وأدارتها عضو المكتب التنفيذي أمينة الثقافة والإعلام ميادة الحافظ، بين أن العمل النقابي هو فعل شيق وممتع لأنه يؤدي خدمة لمن يقوم بإنتاج وإدارة آلة الإنتاج في المجتمع والوطن، حيث يعول على الطبقة العاملة الشيء الكثير، مؤكداً أنه كي يكون العمل النقابي سليماً يجب أن يتسلح ويتمتع أعضاؤه بالعلم وكل ما يتمناه عمالها من بقاء الوطن كريماً محصناً وعزيزاً. داعياً إلى وجوب الاستفادة من كل الأنشطة الثقافية والاجتماعية والنقابية والاقتصادية والخدمية وتنفيذها بشكل كامل.
وأشار رئيس الاتحاد إلى أهمية أن يكون النقابيون على مستوى وقدر عال من المسؤولية لا سيما وأن مرحلة الإعمار تبدأ بالفكر الإنساني، عمل الإنسان وإبداعه وتطويره وإخلاصه وإصراره على النهوض والتقدم.
* كوادر متميزة:
المهندس مناف العقاد عضو مكتب نقابة عمال التنمية الزراعية ممثل الاتحاد العام لنقابات العمال في مجال الثقافة والإعلام والرياضة ومحو الأمية في الاتحاد الدولي للعمال العرب والهيئات الإقليمية أوضح في محاضرته التي اخذت طابع الحوار أهمية اللقاء مع الكوادر النقابية المتميزة باتحاد عمال دمشق والذي هو مدرسة نقابية حقيقية أنجبت وما زالت تنجب أهم القيادات النقابية محلياً وعربياً ودولياً، لافتاً أنه حين عمل بداية الثمانينيات في القرن الماضي بالنقابات كانو يقولون لنا بأن النقابات مدرسة، وأنا كمهندس جديد كنت أتساءل ماذا يعني هذا المفهوم، وكيف تكون النقابات مدرسة إلى أن مارست العمل الفعلي ووجدت أنه لا يمكن لأحد أن يتعلم في أي مكان آخر من العالم سواء بالجامعات، أوالمعاهد والمدارس أكثر مما يتعلمه في العمل النقابي حيث كل المتعة والفائدة وفهم الواقع.
وأشار المهندس العقاد إلى المواقف الوطنية المبدئية التي التزمت بها سورية منذ قيام الحركة التصحيحية وحتى يومنا هذا والتي كانت سبباً رئيسياً لقرار قوى الشر العالمي بشن حرب وحشية ظالمة على سورية بهدف إركاعها وتغيير مبادئها، ولكن الحرب التي استمرت ١١ عاماً انتصر فيها الشعب السوري بفضل صمود وبطولات جيشه الشجاع وحكمة وشجاعة قائده، لكن تداعيات هذه الحرب ألقت بظلالها على المجتمع السوري ومؤسساته كافة ومنها الطبقة العاملة السورية المتميزة بمواقفها الوطنية الثابتة منذ تأسيس النقابات منتصف القرن التاسع عشر، حيث كان عمال الوطن هدفاً من أهداف العدوان كما بقية الفعاليات الأخرى.
وقال العقاد: لابد من الاعتراف بأن العمل النقابي والتنظيم النقابي أدى واجبه الوطني والسياسي على أكمل وجه في سنوات الحرب. إلا أنه لم يستطع أن يلبي طموحات عماله من الناحية الحياتية والمعيشة نتيجة نقص الموارد والتدمير الممنهج للمؤسسات والقطاعات الاقتصادية العامة والخاصة والنقابية وهذا الواقع انعكس سلباً على أداء التنظيم النقابي وعلى العمال المنتسبين لا سيما بالموضوع المعيشي، لافتاً إلى أنه بعد انتهائنا من الحرب العسكرية لابد أن يطور التنظيم النقابي آليات وأساليب عمله ويستعيد دوره المتميز ببعض الجوانب وتقديم خدماته المستحقة لاسيما بالمجال الاقتصادي.
وحول سؤال لماذ تشكل النقابات وكيف نطور أساليب العمل كان جواب الحضور هو الحفاظ على حقوق العمال على جميع المستويات، وتحسين بيئة العمل، وإضافة مكتسبات جديدة، والمساهمة بتغيير بعض القوانين وخاصة ما يتعلق بالهموم والمعاناة العامة، إلى جانب تأهيل النقابيين والعمال من النواحي الإدارية والقانونية والفنية حسب نوع كل منها ، وفيما يخص الحوار مع الحكومة أوضح العقاد أن حوارنا مع الحكومة هو لتحصيل أكبر قدر ممكن من المزايا لمصلحة العمال والنقابات نظراً لدورها وأهميتها في المجتمع إذ لا يمكن تخيل البلد دون نقابات عمالية ومهنية وهي التي حققت إنجازات عديدة مهمة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً خلال السنوات الماضية انعكست إيجاباً مادياً ومعنوياً على العمال وأسرهم، لكن آثار الحرب العدوانية جعلت من الضرورة بمكان تفعيل أساليب العمل النقابي بما يتناسب وحجم التغيرات بما يؤمن خدمات ومنشآت أفضل، ما يتطلب أن تتوفر بالنقابي ليطور عمله مواصفات موضوعية من سلوك وأداء وتصرفات وخاصة بالتعامل مع الأطراف الأخرى وهم العامل ، والإدارة ورب العمل، والحكومة وهذا أمر مهم جداً كي ينجح النقابي بعمله، فمهمتنا أن نقنع الإدارة أياً كانت بأهمية عملنا،رغم أنه لا توجد إدارة إلا وتدرك أهمية النقابات وعملها.
هذا وفي الشق الثاني من الندوة الحوارية قدم الدكتور محمود العلي من مصرف سورية المركزي محاضرة غنية حول مأسسة العمل المؤسساتي والتي سنعرض لها في مادة لاحقة.