بين سياسة الباب العالي، وسياسة الكعب العالي، يمضي (السلطان) الشرير آخر أيامه السياسية مقعداً على كرسي ثابت من أوهام وأحلام عثمانية قبيل انتخابات رئاسية قد يكون وحزبه وقودها وحطبها، بعد أن أجرم بحق الشعب التركي، وبعد أن عاث خراباً وفساداً وإرهاباً داخل تركيا، وخارجها، في سورية والعراق وليبيا والكثير من دول المنطقة والعالم.
فأردوغان الذي لا يزال يعيش أسيراً لطموحاته العثمانية والإخوانية لم يعد يجسد بسلوكه وضجيجه وصخبه واستعراضه حالة التخبط والعجز التي تسيطر عليه فحسب، بل بات يجسد ما هو أعمق وأبعد من ذلك بكثير، لأنه بأفعاله على الأرض أصبح يجسد حقيقة انفصامه وانفصاله عن الواقع الذي لم يعد رهناً لحماقاته وأوهامه، بل بات رهناً للمعادلات والقواعد التي تشكلت نتيجة التحولات الكبرى التي عصفت بالمشهد السوري والإقليمي والدولي، في ضوء الإنجازات والانتصارات الكبرى التي حققتها دمشق وحلفائها.
التصعيد الممنهج المتدحرج الذي يقوم به النظام التركي بواسطة إرهابييه ومرتزقته في الشمال السوري، هو خرق وانتهاك لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، والأهم من ذلك أنه انتهاك لكل الاتفاقات والقرارات التي صدرت عن اجتماعات ولقاءات الدول الضامنة وخاصة أنه لم يمضِ بعد سوى أيام قليلة على اجتماع الدول الضامنة الأخير في طهران، والذي كانت مخرجاته واضحة وحاسمة في هذا السياق لجهة تأكيده على محاربة الإرهاب واحترام سيادة واستقلال ووحدة سورية.
دمشق حذرت بالأمس من مواصلة النظام التركي أعماله الإرهابية والإجرامية، وأكدت عبر بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن الجيش العربي السوري على أتم الاستعداد للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل النظام التركي على أراضي الجمهورية العربية السورية، وفي هذا الامر جملة من الرسائل التي يتوجب على الأخير فهمها وإدراكها جيداً قبل الإقدام على أي حماقة جديدة.
أحلام أردوغان بإنشاء ما يسمى بـ (المنطقة الآمنة) ستبقى أحلاماً في مخيلته، لكنها سوف تتحول إلى كوابيس لأن تلك المنطقة التي يجهد ذلك المجرم لتحويلها إلى (آمنة) لإرهابييه سوف تتحول إلى منطقة رعب وهلع له ولتنظيماته الإرهابية، منطقة سوف يسطر فيها الشعب السوري وجيشه البطل صفحات جديدة من البطولة والتضحية والكرامة.