محملون بعبق الياسمين الدمشقي.. الأدباء العرب: سورية أنموذج الإباء والصمود.. شعبان: ضرورة حضور المثقفين بالمشهد السياسي

الثورة- فاتن أحمد دعبول

حملت الأيام الثلاثة الماضية الكثير من الانطباعات التي تشكلت لدى الوفود العربية خلال اجتماع مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في سورية، وفي دمشق التي غمرتهم بالحفاوة والمحبة، فإلى جانب الفعاليات الغنية بالطروحات والآراء والتوصيات، كان اللقاء اللافت بالسيد رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد، والذي ترك بالغ الأثر الإيجابي لديهم، ليخرجوا من اللقاء محملين بتلك الطاقات من الأمل بأن القادم من الأيام أجمل.
وقبل مغادرة الوفود كل إلى وجهته التقت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بأعضاء الوفود في مبادرة منها لتمتين أواصر الترابط بينها بالحوار المتواصل.

وقالت شعبان: يجب أن نتابع الحوار معكم، وعلينا أن نجتهد على ألا يكون لقاء وتغادرون، وخصوصا أنني شعرت أنني في حضور لغة عربية وشعر عربي وفكر عربي نفتقده جدا في حياتنا اليومية ومشاهدتنا للتلفزيونات والإعلام العربي، وشعرت أن هناك هوة بين مقدرات هذه الأمة المتمثلة بوجودكم، وبين انطباع المواطن العربي العادي عن هذه المقدرات، والاجتماع فرصة لكي نفكر سويا كيف نكسر هذه الهوة التي يستغلها الإعلام المعادي.
وأكدت أن شعوبنا العربية لها دور مهم، ولكنه مغيب إلى حد ما عن الإعلام العربي الذي يقع تحت سيطرة أسياد هذا الإعلام، وليس تحت سيطرة الشعوب العربية، ولذلك هو لا يعبر عن ضمير الأمة، وللأسف يدعي البعض بوجود تصحر في المفكرين والمحللين العرب، وفي الحقيقة هذا غير صحيح، بل يوجد سوء إدارة بالموارد، وتغييب للفئة المثقفة.
وتوقفت شعبان في حديثها عن ارتباط الأدب بالسياسة، فهما لا ينفصلان، لأن السياسة تغتني بالأدب، والأدب يزداد عمقا باهتمامه بالسياسة، وهذا يتطلب حضور المثقف في المشهد السياسي، وفي الإعلام السياسي، لأن كل واحد منكم يمثل ضمير الأمة، فعندما نكون حاضرين بفكرنا وثقافتنا وعروبتنا، لا شك نقلص حضور الآخر الذي يستهدفنا ويستعدينا.
وتمنت بدورها أن يكون هذا الاجتماع نواة لعقد عمل عربي مشترك مستدام في الفكر والثقافة والسياسة والترجمة، وبينت بشيء من التفصيل أهمية مركز الأبحاث” وثيقة وطن” الذي أسسته في العام 2016 ومهمته توثيق الحرب على سورية من أفواه الناس الذين عاشوا أحداث الحرب، وهي مؤسسة ثقافية مستقلة، وهي توثق التراث والمهن التراثية وغيرها من مقومات هويتنا الثقافية، وخصوصا اننا مستهدفون ثقافيا.
انطباعات وآراء
وبين ناجح العموري من العراق حجم الوعي العالي الذي لمسه في سورية، والاهتمام بالثقافة ودورها في تنمية العلاقات بين عموم الوطن العربي، وأوضح أن الثقافة العراقية ذهبت إلى موقف واضح وصريح من التطبيع بإعداد مشروع مشترك مع البلدان المحاذية للعراق والروح الحية فلسطين.
وبسعادة كبيرة عبر جمعة الفاخري، ليبيا، عن رؤيته لسورية تتعافى، وتخرج من تحت ركام الحرب فينيقا عظيما يأبى الانكسار، وأن كل ما كان ينقله الإعلام هو مشوه وغير حقيقي، وقد نجح الإنسان السوري بوعيه أن يتخطى هذا المأزق التاريخي، وكما كانت سورية” جبهة للصمود والتصدي” ولا تزال كذلك، وستكون القلعة الحصينة الأولى للتصدي لكل المؤامرات.
وأشار إلى أهمية الاحتفاء بالرموز، وتكريسهم في المناهج المدرسية، لأنه ينبغي أن تنشأ الأجيال على سيرة هؤلاء الرموز المهمة.
ورأى محمد خضير من الأردن أن دمشق مدينة مطمئنة، وهذا يخالف كل ما نراه في الإعلام، وبين أهمية أن نغرس في نفوس الأبناء مفهوم المواطنة والحرية.
وتوقف القاضي محمد ولد عينين من موريتانيا عند حصون ثلاثة يجب أن تتوفر لدى كل شعب يريد أن يقف في وجه الهزات والضربات وهي تحصين الفكر وحصن الامن الغذائي، والتحصين الأمني بالكتابة والكلمة والإعلام وامتلاك اللغة العربية، لأنها الخيط الناظم للهوية.
ونوه مراد السوداني من فلسطين بأهمية الاهتمام بالرموز، لأن هناك محاولات لاغتيال وقتل النموذج، ومن الأهمية بمكان الوقوف إلى جانب القدس والدفاع عنها.
وبين جهاد بنوت من لبنان، أنه جاء من لبنان وفي نفسه الكثير من اليأس لما تعانيه بلاده، لكنه خرج من لقاء السيد الرئيس مشحونا بالطاقة الإيجابية والأمل وشعر أنه يولد من جديد وقال” لقد غيرتني هذه الزيارة”.
وفي مقولته بين الفاتح حمدتو أنه إذا كانت السياسة تفرق، فإن الثقافة تجمع دائما، ونحن سعداء في سورية، سورية الصمود التي تعلمنا منها الكثير خلال السنوات السابقة.
ومن الجزائر بين طارق ثابت أن الجزائر عاشت حالة الحرب في مرحلة من مراحل تاريخها، وإحساسنا هو إحساس من عاش التجربة، ولفت إلى أهمية انعقاد قمة ثقافية عربية كما وجه بذلك السيد رئيس الجمهورية، ومن الأهمية بمكان جمع كل ما كتب عن الحرب، كما نفعل في الجزائر.

وأوضح د. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب ما يقوم به في مشروعه الوطني لتوثيق بطولات الجيش العربي السوري، وقد صدر الجزء الأول منه بعنوان” حكايات أثيرة” والمشروع مستمر وقريباً سيصدر الجزء الثاني، وشكلت لجان من أجل متابعة هذا المشروع.
وأكدت الدكتورة بثينة شعبان أن ثمة خطة للتعاون بين وثيقة وطن واتحاد الكتاب العرب، ودعت كل من لديه مؤسسة للتوثيق الشفوي في أي بلد عربي أن يتواصل لتنسيق الجهود فيما بينها.
وأشار الدكتور علاء عبد الهادي إلى ما يسمى “الكتاب الأسود” الذي يؤرخ لمجازر المحتل، ليس في فلسطين وحسب ولكن في البلاد العربية كافة، وسورية معنية بذلك، وطلب رسميا إلى الدكتورة شعبان أن تمد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالمستندات، لأن رؤية الكتاب تقوم على الصورة والأرقام، فالصورة تتكلم أفضل من أي كلمة.
وانتهى الاجتماع بتقديم كتاب “آراء ومواقف” من تأليف الدكتورة شعبان لأعضاء الوفود، الذين كانوا على أهبة الاستعداد لمغادرة سورية محملين بعبق ياسمين الشام، مودعين بمثل ما استقبلوا من حفاوة وتكريم.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة