يحمل التصعيد الأميركي على الجبهة الصينية، خاصة في هذا التوقيت تحديداً الكثير من الدلالات والتداعيات التي قد تكون كارثية ليس على العالم فحسب، بل على الولايات المتحدة بشكّل خاص، لاسيما وأنها لا تزال تدفع وبشكل هستيري باتجاه الحرب والفوضى.
ما تناقلته وسائل الإعلام الأميركية والغربية عن زيارة مرتقبة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان الصينية، يعكس الإصرار الأميركي على الذهاب بعيداً في تفجير الأوضاع دون الأخذ بعين الاعتبار مخاطر ونتائج هذه الاستفزازات والسياسات الأميركية حيال الصين التي حذرت بدورها من هذه التصرفات اللا مسؤولة، وقالت : ” إن من يلعب بالنار سيحترق بها”.
بحسب المعطيات والوقائع يبدو أن الولايات المتحدة قد أخذت قرارها بفتح النيران في كلّ الاتجاهات، كجزء من محاولاتها المتواصلة والتي يبدو أنها ستكون أكثر شراسة وجنوناً خلال المرحلة القادمة من أجل استعادة ما خسرته معنوياً وسياسياً ونسف وتحطيم المشهد الدولي الجديد المرتسم، المشهد الذي غابت عنه الغطرسة والهيمنة والقطبية الأميركية، وهو ما يشرع الأبواب على كلّ الاحتمالات والخيارات التي ربما تكون كارثية على الجميع.
من المؤكد أن واشنطن تلعب بالنار، خصوصاً وأنها تجيد إشعال الحرائق، لكنها لا تزال تتجاهل أن سياساتها الإرهابية والاستعمارية هي من أوصلت العالم إلى هذا الخراب والدمار، وهي من دفعت باتجاه ضرورة إيجاد نظام دولي جديد يكون أسه وأساسه العدالة ومصلحة الشعوب والحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وليس نظاماً أحادياً ركيزته الأساسية الاحتلال والإرهاب والفوضى ونهب وسلب خيرات وثروات ومقدرات الشعوب.
مع زيارة بيلوسي إلى منطقة المحيط الهادئ، تكون أميركا قد بدأت أخطر مرحلة من التصعيد مع الطرف الصيني، مرحلة قد تسرع من انهيار الزمن الأميركي، وولادة نظام دولي متوازن تسوده العدالة والحفاظ على مصلحة الشعوب.