الملحق الثقافي:
من اثنتي عشرة دولة عربية يمثلون قبل كل شيء شعوبها وكتابها تداعوا إلى دمشق في مؤتمر الأمانة العامة للكتاب العرب.
في دمشق على مدى ثلاثة أيام كان المؤتمر الذي عده المشاركون أنه ليس مؤتمراً عادياً وإنما هو وقفة اعتزاز مع سورية ومباركة نصرها، سورية التي تنتصر لأنها روح العروبة والمقاومة وهي الملاذ لكل مناضل من أجل الكرامة والحرية والشرف.
عقدوا الندوات وكان المهرجان الشعري على مدى يومين صدح فيه الشعراء بحب سورية ومجد دمشق.
وأعلنوا الموقف الحاسم من التطبيع الذي يهرول إليه البعض ..لا تطبيع أبداً ..بل مقاومة للتطبيع وأدواته.
وفي استقبال السيد الرئيس بشار الأسد للمشاركين كانت المحطة التي توجت التوجهات التي انطلق منها الكتاب والمشاركون وفي حديثه إليهم .. اعتبر الرئيس بشار الأسد أنّ الحديث مع المفكرين والأدباء يعني الحديث مع عقل الأمة وعقل الشعب، مؤكّداً الحرص على اللقاء مع المنظمات والاتحادات الشعبية، لأنّها تعكس الصورة الحقيقية للشعوب العربية وتعبّر عن نبض الشارع العربي.
وأشار سيادته خلال استقباله المشاركين في اجتماع الأدباء والكتّاب العرب المنعقد في دمشق إلى أنّ أخطر ما يمكن أن تتعرض له المنطقة العربية هو ضياع الهوية، وأنّ ما يحصل في سورية هو ليس حرباً عليها بالمعنى الضيق، بل لابد من أن نرى هذه الحرب بالمعنى الأكبر وهي الحرب على الانتماء.
كما اعتبر الرئيس الأسد أنّ جزءاً من الحرب التي نتعرض لها تتعلق بالمصطلحات التي يتم تسويقها من قبل الغرب، حيث أنّ هناك مفكرين في منطقتنا لم يستوعبوا خطورة هذه المصطلحات وبالتالي لم يستطيعوا تفكيكها، لذا فإنّه من الضروري أن نعيد تركيب هذه المصطلحات بالمضمون الذي يتناسب مع فكرنا وانتمائنا ومع العروبة بمعناها الحضاري العام والشامل.
وشدّد الرئيس الأسد على أهمية الحوار الفكري لأننا يجب ألا نفصل الفكر عن السياسة وعن المجتمع، ويجب أن نفكر ما هي الشخصية الجامعة التي نعمل عليها من أجل بناء الإنسان وتعزيز الانتماء للأرض وللأوطان، مشيراً إلى أنّه بمقدار ما يجب العمل لدعم المثقف يجب أن نعمل على موضوع رفع مستوى المجتمع من الناحية الفكرية، وألا يكون المثقف في مكان والمواطن في مكان آخر.
بدورهم أكّد الكتّاب والأدباء العرب أنّ وجودهم في سورية ليس من أجل عقد اجتماع دوري فقط، بل للحديث عن العروبة بالمعنى الجامع والحضاري الحاضن للجميع، ولنقاش الوضع العربي وقضايا الأمة، واعتبروا أنّ استهداف الهوية الثقافية مقدمة لاستهداف الهوية الوطنية والعربية برمتها، لذلك لا بدّ من تحقيق الأمن الثقافي والذي أصبح ضرورة للأمن القومي العربي.
وأشار الكتّاب والأدباء العرب إلى أنّ الفكرة التي يتم الترويج لها بأنّ الشعب العربي مع التطبيع هي فكرة مضللة وغير صحيحة، لأنّه حين يتداعى رؤساء وأعضاء اتحادات الكتّاب العرب من 12 دولة عربية إلى سورية تحت عنوان « أدباء من أجل العروبة» فهذا يعني أنّ ضمير الأمة ما زال بخير، معتبرين أنّ انتصار سورية هو انتصارٌ للأمة برمتها لأنّها سورية الفكر وسورية المقاومة وسورية التاريخ.
وكان البيان الختامي لمجلس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب:قد أدان الإرهاب الفكري ودعا إلى ضرورة تجفيف مصادره الثقافية والاقتصادية والسياسية.
وأكد عروبة الجولان السوري المحتل وهو أرض سورية وعلى الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب منه و القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعرب ودعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه كاملة وإدانة التطبيع بكل أشكاله
وقال :الإرهاب يشكل الخطر الأكبر على مستقبل الأمة العربية والقيم الإنسانية
البيان: الحفاظ على وحدة اليمن وصون تراثه الثقافي والوقوف مع الشعب العراقي المقاوم ورفض التدخل الخارجي في شؤونه
وقد أدان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات قمعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي والاعتداء على الحريات وإرهاب الفلسطينيين والتضييق عليهم.
نعم سورية العروبة ونبضها وقلبها ولا عروبة دونها وعلى الكتاب والمفكرين والمبدعين الذين قال عنهم الرئيس الأسد أنهم عقل الأمة وقلبها وضميرها واجب العمل وفق البوصلة التصدي لكل عدوان والانطلاق من قضايا الأمة ومن اجلها.
العدد 1105 – 2 – 8-2022