الثورة – رنا بدري سلوم:
“من حقي أن أتعلم.. أن أعبِّر عن رأي.. الحماية.. الأمان “، حقوق علّقها الأطفال على قصاصات ورقيّة ملونة، زينت جدران احتفاليات الحملة الوطنية للتعريف بقانون حقوق الطفل ” يوم الطفل العالمي 20 ” برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح، ليدرك الكبار أن حق الطفل هو واجب لابد من تنفيذه، لا أن يبقى شكلاً من أشكال الطفولة، بل أسلوب حياة، ولاسيما أطفال سورية الذين هم اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى ترميم ما خربته الحرب في نفوسهم الغضّة، ومن هنا كان لابد أن نعرّف بثقافة الطفل وحقوقه في الانتماء والتعبير عن الرأي وممارسة مواهبه وإطلاق العنان لإبداعه، فعُممت احتفاليات مديرية ثقافة الطفل على مدار الأسبوع في المحافظات بالتعاون مع مديريات الثقافة تحت عنوان” قلوب صغيرة لوطن كبير ” التي انطلقت من محافظة حلب الشهباء مروراً بحمص والحسكة وطرطوس وحماة ودير الزور اللاذقية القنيطرة والسويداء ودرعا وانتهاء بمحافظة ريف دمشق “أشرفية صحنايا” يوم أمس.
تلك الاحتفاليات وبحسب ما صرح به مدير ثقافة ريف دمشق ابراهيم سعيد للثورة في ختام عرض الاحتفالية ” هي حصيلة عمل مضن على مدى عامين، قد فتحت فيها مديريات ثقافة الطفل مراكزها وقاعاتها وصالاتها الثقافية إلى الأطفال المتسربين والذين منعتهم الحرب العدوانية على سورية من إكمال تعليمهم الأساسي، فتأسست “مراكز التعليم المتكامل ” بالتعاون مع منظمة اليونسيف التي قدمت لهم مستلزمات التعليم بدءاً من الكوادر التعليمية إلى القرطاسية، ومروراً بتنفيذ معارض وفعاليات واحتفاليات تُعنى بالطفل، فلم يكن التعليم هو الهدف فحسب بل تنمية مهارات حياة “.
وفي تصريح “للثورة” تحدث مدير مشروع مراكز التعليم المتكامل في وزارة الثقافة سامر نعيمي أن عمل هذه المراكز هي بناء القدرات وهو ما فعلته على أرض الواقع منذ عام 2015 بأخذ يد المواهب من رواد المراكز الثقافية في مديرية ثقافة الطفل، وإقامة ورشات عمل فنية ومسابقات ثقافية وترفيهية وورشات قراءة تفاعلية، وورشات فنون شعبية وتراثية وغيرها، إنه مشروع متكامل يضم وزارات العدل والتربية والثقافة والشؤون الاجتماعية والأوقاف والمنظمات الشعبية من اتحاد شبيبة الثورة واتحاد طلبة سورية وطلائع البعث، نحن في بوتقة عمل واحدة من تخطيط وتنظيم لإطلاق هذه القوانين والاحتفاليات التي تعرّف الطفل والمجتمع حقوق الطفل، بإسلوب الطفل وبلغته الخاصة عبر عروض قدمها الأطفال من كل سورية.
وعما قدمه الأطفال في ختام الاحتفالية في أشرفية صحنايا يوم أمس، أكد منسق فريق “مهارات الحياة ومراكز التعليم المتكامل” في أشرفية صحنايا الشاعر سامر رفاعة للثورة ” أن الأطفال ساهموا بما تخالجهم نفوسهم وأفكارهم فاختاروا ما سيقدمونه، بدأنا بصوت الموسيقا الذي يعلو على صوت الدمار، فقد صدحت الطفلة راما بصوتها الجميل تغني “عطونا الطفولة ” أما زياد صادرجي أضاف بصوته الشجي على الأجواء فرحاً وسعادة من خلال الأغاني “قمرة يا قمرة ويا أم سليمان، وأغاني مر بحينا فيل لطيف”، أما نصوص مسرح خيال الظل للأطفال “ملاك وسمر بركة وسارة ويارا عزام ” فكانت من وحي أفكارهم وإبداعهم بإشراف مدربهم علاء الشيخ الذي دربهم خلال ورشات عمل على مدى شهرين تعلموا من خلالها المسرح التفاعلي وخيال الظل، بدءاً من صناعة الدمى وصولاً لمرحلة العرض المسرحي، وكان للشعر حصته فقد أدى الطفل “إيهاب سليم ” قصيدة يخاطب بها العالم باسم الطفولة والحياة، وفي النهاية كان لعرض الرقص التعبيري للطفلتين دانا السيد ودلع الشام الخيط إحساس ميز الاحتفالية، بالإضافة إلى معرض اللوحات الفنية والأشغال اليدوية والتراثية التي هي من بنات أفكار الأطفال بإسلوبهم الشفيف للتعبير عن حقوقهم، وهو ما أراده المشرفون خلال أعوام من العمل الثقافي والتعليمي في فريق “مراكز التعليم المتكامل”.
رئيسة المركز الثقافي في أشرفية صحنايا لما سلامة أوضحت أنه لابد من تأسيس وبناء طفل خلّاق ومبدع ومثقف يدرك حقوقه في أن يعيش طفولته بعيداً عن استغلال الحروب لينعم بالسلام والأمان والحياة.
وفي الختام طالبت السيدة منال أبو خليف من سيدات فريق سورية الخير أنه لابد من إعطاء الطفل أهمية وأولوية من خلال تشبيك الجهات المعنية ليس فقط في التخطيط والتنظيم وحسب، بل بالتنفيذ ومشاركتها الحضور في تلك الفعاليات لتعزيز ثقافة الدعم النفسي والمعنوي للأطفال والمساهمة في تقدير إنجازاتهم.