الثورة – ميساء الجردي:
على الرغم من ظروف الحرب الصعبة على سورية إلا أنها شاركت في عام 2019 في القمة المنعقدة حول السكان والتنمية المستدامة انطلاقاً من أهدافها وإيمانها في تمكين جميع أفراد المجتمع، وصادقت على الالتزامات الخمسة الصادرة عن مؤتمر نيروبي الذي عقد في كينيا. ونظراً لكون كل منطقة بالعمل المجتمعي لها بيئتها الخاصة وضوابطها ومصطلحاتها وطرائق تلبية احتياجاتها والخدمات المطلوبة لتحقيق ذلك. كان لا بد للإعلام من أن يكون الشريك الأكثر ديناميكية في تسليط الضوء على هذه الالتزامات والمساهمة في معالجتها.
وهي الأسس التي عملت عليها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان في لقائها مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون وسائل إعلامية عامة وخاصة، والتركيز على دور الإعلام في إعداد مواد تتعلق بالقضايا السكانية وأهداف التنمية المستدامة والتعريف بالالتزامات الوطنية المنجزة بناء على توصيات مؤتمر نيروبي الدولي للسكان والتنمية.
تناول المشاركون في هذا اللقاء كيفية إعداد تقارير إعلامية مصورة ومكتوبة حول خمس التزامات أساسية وقعت عليها سورية من ضمن توصيات المؤتمر بشكل له تأثير على المجتمع وعلى الجهات المعنية بالحد من هذه الظواهر المتعلقة بالزواج المبكر وكيفية الحد من الظاهرة والحد من وفيات الأمهات ووفيات الأطفال عند الولادة وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي وتمكين المرأة مع التركيز على حقوق الصحة الإنجابية، ومتابعة تحديث القوانين التي لها علاقة بهذه المواضيع.
كندا قطرنجي من منظمة الأمم المتحدة لصندوق السكان بينت أن المنظمة متواجدة في سورية منذ عام 1971 وتعمل على عدد من المواضيع منها الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي وملف الشباب والسكان وهي تقدم خدمات صحية مجانية بالتعاون مع الجهات الحكومية والجمعيات في غالبية المناطق. وبينت قطرنجي أن هذا اللقاء الذي استمر على مدار يومين كان مخصصاً للإعلاميين من كافة الوسائل الإعلامية لإبراز دور وأهمية الإعلام بنقل المعلومة الصحيحة وبتغطية مقررات مؤتمر نيروبي الذي شاركت فيه الحكومة السورية ممثلة بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ونتج عنها التزامات وطنية وأهداف سوف تعمل عليها الحكومة السورية لعام 2030 لتحقيق أهداف معينة وأرقام معينة وهذه الالتزامات تحتاج إلى متابعة من قبل الإعلام والتعرف أين وصلنا بها، وما هي التحديات وما هي العقبات. إضافة لدوره المهم في نشر التوعية فيما يتعلق بالزواج المبكر والمشاكل الاجتماعية التي تفاقمت بسبب الحرب التي تعرضت لها سورية وحالياً التحديات الاقتصادية. وعليه فإن الأمل من هذه الورشة هو الوصول إلى خطة إعلامية لمتابعة المقترحات والاستمرار بالعمل لإحداث تغيير على الواقع.
المهندسة سمر سباعي رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان قدمت تعريفاً حول الهيئة العامة لشؤون الأسرة والمهام التي تقوم بها منذ تأسيسها وحتى الآن من دراسات وأبحاث تعني بقضايا الأسرة بكل مكوناتها (طفل وشاب وامرأة ومسن) مع اهتمامها بملف السكان الذي أضيف إلى عملها عام 2014 بحيث تكاد الهيئة أن تكون الجهة الوحيدة التي تتعامل مع القضايا السكانية وتعنى بالجوانب البحثية المتعلقة بكل جوانبها. موضحة أن الهيئة ليست جهة معنية بتصدير الرقم وإنما تقوم ببعض الدراسات لتتبع ظاهرة معينة وبناء برامج وطنية للوزارات ومتابعة تنفيذها والعناية بتقديم مشاريع قوانين خاصة بالأسرة والسكان والتي كان من ضمنها مشروع وحدة حماية الأسرة المخصص لحماية النساء المعنفات.
ولفتت سباعي في تصريحها للثورة إلى دور الإعلام في تسليط الضوء على الالتزامات التي وقعت عليها سورية في قمة نيروبي والأهداف التي يتم العمل على تحقيقها بوصفه شريكاً في التنمية وقادراً على الوصول إلى مختلف الشرائح العمرية في المجتمع والتأثير بها. وبالتالي عليه الاطلاع الكامل على الملفات والالتزامات وإذا اقتنع بأهميتها يتوجب عليه تحفيز الناس على ممارستها في حياتهم ومن هنا يأتي الدور الإعلامي المهم في بناء المجتمع.
الدكتور مجدي الفارس اختصاص في علم النفس الإعلامي من جامعة دمشق وعضو مجلس إدارة في الهيئة أكد أن سورية سباقة وحريصة على الشأن الاجتماعي وعلى الإلزام بما صادقت عليه في مؤتمر نيروبي. وعليه كانت هذه الخطوة المتعلقة باللقاء مع الإعلاميين لتشكيل فريق عمل واحد وصولاً إلى استراتيجية وطنية للتعريف الرأي العام بالتزامات نيروبي التي هي تخفيض عدد الوفيات عند الولادة وسن تشريعات وقوانين وخفض عدد الوفيات الأمهات وهي قضايا رأي عام من المهم أن تتحول إلى عقيدة للوصول إلى أسرة قوية نظراً لحاجتنا إلى البعد الاجتماعي والتربوي معاً.
وتحدث الفارس خلال هذا اللقاء حول آليات إعداد تقرير إعلامي مجتمعي مؤثر وعن الاستراتيجيات التي يجب مراعاتها عند تناول هذه المواضيع الخمسة في العمل الإعلامي وهي الإستراتيجية الديناميكية النفسية والاستراتيجية الثقافية المجتمعية وبناء المصطلحات الإعلامية.
بينت رجاء الزين معدة برامج ومقدمة في إذاعة دمشق كيف يجب أن يكون الخطاب الإعلامي موجهاً إلى الأسرة بكل مكوناتها وخاصة المرأة والرجل معاً لأنهما مسؤولان معاً عن الأسرة ولا بد من العمل على إعادة الأجواء الحوارية بين أفراد الأسرة الذي فقد بريقه في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يعد هناك ثقافة أو محبة للقراءة. مشيرة إلى ضرورة معالجة هذا الوضع بتقديم إعلام مقنع أكثر وفضح المعلومات المغلوطة التي تقدمها بعض السوشل ميديا والتي تؤثر سلباً على أخلاق الجيل وسلوكه.
تركزت مداخلات المتحاورين حول كيفية التعاون مع الإعلاميين بهدف الوصول إلى استراتيجية وطنية لتعريف الرأي العام بالتزامات مؤتمر نيروبي التي تتعلق بمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتنظيم الأسرة وتطوير القوانين المتعلقة بذلك ونشر التوعية المجتمعية والثقافة حول أهمية القضايا السكانية بالتنسيق مع الجهات المعنية.