غيرنا عانوا مما عانينا ونهضوا…!
هل نحتاج إلى معجزة…كي نفعل…؟
في وقت سابق، فعلتها درامانا ولم تكن تخلو فضائية من مسلسل أو مشاركة سورية أياً كان نوعها…لقد اكتسحت الشاشات والتفت لها الجمهور العربي، أياً كان موقعه، وأثرت به، ولايزال أثرها حتى الآن رغم الانتكاسة التي تعيشها درامانا حالياً.
اليوم تبعثرت جهودها، وتبدو خطاها بطيئة متعثرة، يحضر صناعها وتغيب الصناعة، يحضر المنتجون ويغيب الإنتاج، وتتكاثر العقبات كأن هناك من يغذيها…
إن بقيت ضمن كل هذه الدوائر التي تضيق بفعل فاعل غالباً، وبنقص إدارة من صناعها أحياناً، وعلى غفلة من كل هذا هناك تطور تقني يسد علينا كل المنافذ، تطور يطال لا منصات وطرق العرض، بل الصناعة بدءاً من مادتها الخام، وصولاً إلى تقنياتها التي يتطور معها تكنيك درامي، إن لم نسعف أنفسنا للحاق به، فستفقد جاذبيتها، ولن يعينها نص تصر بعض الشركات على تداوله فيما بينها، مركزة على وجود بعينه، دون أن تكلف نفسها عناء الالتفات إلى ذهنية تواقة لتداول إبداعي مختلف.
ما فعلته الورشة التي أقيمت في فندق الشام بعنوان” الدراما السورية.. صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية” التي أقامتها وزارة الإعلام بالتعاون مع لجنة صناعة السينما والتلفزيون مدى يومين.
أنها حددت ملامح الوجع، وناقشت من قبل المعنيين مباشرة كل هذا الكم من المشكلات، وأحاطت بالجوانب كافة، وطالما عرفنا الخلل، فالطريق إلى الحلول ممكنة، خاصة حين تتعاون جهود صناع الدراما مع المعنيين..
المهم من كل ما عشناه، السعي لعودة درامانا، إلى الميزات التي عرفت بها، من حكايا دراماها الواقعية، معجونة بخلطة تدرك منذ البداية هدفها ورسالتها وفق سياق ممتع، وتكامل عناصر العمل من إخراج وأداء جماعي لا استعراض فيه…
ما فعلناه في السابق في ظرف لم يكن هيناً، بإمكاننا فعله اليوم بعد أن تدربنا على القفز فوق الصعاب..!