لقد أثبتت المرأة السورية عبر عقود من الزمن قدرتها على بناء الوطن والمواطن، وذلك من خلال وجودها في العديد من المفاصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، إلى جانب دورها الأساسي في بيتها كأم وأخت وزوجة وابنة.
واليوم ونحن نعيش التحضير لانتخابات مجالس الإدارة المحلية على كامل جغرافية الوطن، يتوجب علينا كأحزاب ومنظمات وهيئات أن نشجع ترشح المرأة لخوض هذه الانتخابات وبالتالي تمكينها من الفوز بعضوية تلك المجالس وأن يكون لها تمثيل أوسع سواء في المجالس المحلية أم في المكاتب التنفيذية، فلم يعد من المقبول أن نرى إمرأة واحدة في المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة وأخرى في المكتب التنفيذي لمجلس المدينة، وخاصة في محافظة حلب ومدينتها التي أثبتت المرأة فيها خلال السنوات الماضية أنها قادرة على المشاركة إلى جانب الرجل في تحقيق الانتصار وإعادة الإعمار، ولنا في لجان سيدات ورائدات الأعمال في غرفتي التجارة والصناعة ولجان المرأة في نقابات العمال والمحامين والمهندسين وغيرها من الهيئات خير دليل على أن المرأة كانت ومازالت رمزاً للعطاء والبناء.
وضمن هذا الإطار كان الحراك الإجتماعي والحكومي من خلال الحملة الوطنية لتعزيز مشاركة المرأة في المجالس المحلية، إيماناً بأهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبهدف تعزيز وصول المرأة إلى عضوية المجالس المحلية للتفاعل مع واقع حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم وتفهم مستلزمات التطوير.
وبناء على ذلك نأمل من الأحزاب والمنظمات والهيئات والمواطنين العمل على توسيع دائرة مشاركة المرأة في تلك المجالس، من خلال تعزيز قدرات النساء المقبلات على الترشح لانتخابات الادارات المحلية لكسب ثقة الناخبين، والتغلب على القيود التي تفرضها الأبعاد الثقافية والاجتماعية بالعمل مع شرائح أوسع من النساء، إلى جانب توسيع مفهوم السياسات المحلية ليتجاوز مجرد مشاركة النساء في المجالس المحلية إلى مشاركة النساء بشكل أساسي في إدارة مجتمعاتهن وتحديدًا الخدمات الأساسية التي تتقاطع بشكل يومي مع مسارات حياتهن وأسرهن سواء صحة أم تعليم أم تدريب أم غيره.
فهل نترجم هذه الشعارات على أرض الواقع أم أننا سنتغنى بها فقط من خلال محاضرات وورشات عمل دون تطبيق على أرض الواقع، نأمل استجابة لترجمة ذلك على أرض الواقع … ولنا متابعة ..!!