مما لاشك فيه أن الحروب والأزمات الكبرى تحفر مجراها عميقاً في المجتمعات وتترك آثاراً سيئة لا تزول بثورها بسهولة وربما يطفو على القاع ما كنا نظن أنه غير موجود لكنه حقيقة كان يتربص اقتناص اللحظة ليقفز إلى الواجهة..
ثراء فاحش من قبل تجار الحروب والأزمات وضعاف النفوس وغير ذلك ..هذا كله يصيب المجتمع في مقتل فكيف إذا كان هذا القاع يزداد ويتسع بظل غياب المحاسبة والرقابة الحقيقية وفقدان الضمير..
ما أصابنا في سورية ليس سهلاً أبداً والحرب الإرهابية علينا مازالت مستمرة بأشكال مختلفة ..لقد انتصرنا عسكرياً وسياسياً وهذه حقيقة لا أحد ينكرها لكن الكثير من المؤسسات الحكومية والأهلية لم تستطع أن ترتقي إلى مستوى هذا النصر أبداً.
لقد ازدادت بثور الحرب وزاد قيحها وصب ضعاف النفوس ما لديهم من أحقاد عليها ..
لقد ازدادت التصدعات الاجتماعية في كل النواحي من الأسرة إلى العمل إلى كل ما يخطر ببالك..
ربما يقول أحد ما أن الصورة ليست بهذه السوداوية قد يكون هذا صحيحاً ولكن أليس من الضرورة بمكان أن نعمل سريعاً على علاجها؟
حل بنا تصحر اجتماعي ولدته ظروف وأسباب كثيرة هل يعقل إن أردت السفر إلى أي محافظة عليك أن تحسب إكلاف السفرة التي تصل إلى أكثر من ثلاث مئة ألف دون أن يكون لديك أي شيء تحمله لأهلك..
وقس على ذلك الكثير … في هذا التصدع المريع يطرح الكثيرون أسئلة عن مظاهر الترف لدى الكثيرين.
أليس من الضرورة بمكان أن تتخذ الجهات الوصائية قراراً يقضي بخفض النفقات مثلا.. نعني بها تلك التي لا تصب في أي حقل من حقول العمل والإنتاج..
لسنا بخير ولكننا نؤمن أن مجتمعنا قوي صلب متماسك يظهر مكامن قوته وهذا وحده لا يكفي لابد من فعل آخر قبل فوات الأوان.