تؤكد الهجمات المتكررة التي يقوم بها النظام الأوكراني العميل للولايات المتحدة، على محطة زابوروجيه النووية أن واشنطن قد انتقلت فعلاً إلى خيارات أكثر كارثية من ذي قبل، بعد فشل كل خياراتها ومحاولاتها السابقة لوقف تقدم الدولة الروسية في محاربة الإرهاب والنازية وإعادة توجيه البوصلة نحو وجهتها الصحيحة.
الخيارات ” الكارثية” وبحسب المعطيات والواقع الميداني على الأرض قد بدأت تلوح بالأفق، لاسيما بعد التأكيدات الروسية الأخيرة، بأنه يمكن أن تستخدم دول الناتو في المستقبل القريب أسلحة نووية، كما أن هذه التأكيدات تتزامن مع تحذيرات جدية لموسكو من أن الهجمات الإرهابية لقوات نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي على محطة زابوروجيه النووية قد تدفع العالم إلى حافة كارثية نووية لا تحمد عقباها.
يبقى الأخطر في هذا السياق التصعيدي والتدافع الكارثي الذي تنتهجه وتقوده وتحركه أميركا، النتائج والتداعيات الخطيرة على كل دول وشعوب العالم، وهذا ما يؤكد ويجسد حقيقة الاستراتيجية الأميركية التي قامت ولا تزال على الدمار والخراب والقتل واستباحة كل القيم والأعراف والمبادئ الإنسانية وما فعلته الولايات المتحدة خلال السبعة عقود الماضية خير دليل وشاهد على ذلك، بدءاً من قتلها مئات الآلاف وخلال لحظات في هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين بعد إلقائها قنبلتين ذريتين على المدينتين، وليس انتهاء بمجازرها المتواصلة في العراق واليمن وسورية وليبيا وأفغانستان.
كل ما تقوم به الولايات المتحدة من تفجير وتوتير وتصعيد وفي أكثر من مكان في هذا العالم، لا يعكس إفلاسها وعجزها على الأرض فحسب، بل يؤكد حقيقة إن زمن الهيمنة والعربدة الأميركية قد ولى إلى غير رجعة وهذا ما يتوجب على الأخيرة عدم تجاهله قبل أن تدفع بالعالم إلى حافة الهاوية.