الثورة -تحقيق- سهيلة إسماعيل :
يجد عناصر فوج إطفاء حمص أنفسهم في موقع لا يُحسدون عليه, لأن حجم العمل والمهام الملقاة على عاتقهم كبيرة جداً قياساً إلى الإمكانيات المتوفرة لديهم سواء من ناحية التجهيزات والإمكانات الضرورية للعمل أو من ناحية العدد الموجود على ملاك الفوج، وهم “في الحقيقة” “جنود مجهولون” لا تقل أهمية عملهم عن عمل الجنود المكلفين بحماية الحدود, فدوامهم غير محدد بساعات معينة, والمطلوب منهم أن يكونوا جاهزين لتلبية استغاثة مواطن هنا أو إخماد حريق هناك أو نجدة آحرين . وهم والحالة هذه مشتتون بين مطرقة العمل وسندان الواجب . مع الأخذ بعين الاعتبار ما أحدثته الحرب العدوانية على سورية من تأثير سلبي على عمل الفوج .
-*مهام جسيمة وإمكانيات قليلة..
يقول “رامز.د “وهو أحد العناصر العاملين في فوج إطفاء حمص: إن عملنا إنساني وإغاثي بحت ؛ لأننا وفي معظم مهامنا نعمل على إنقاذ البشر والشجر. ومع ذلك فالإمكانيات المتوفرة بين أيدينا قليلة ولا ترقى إلى مستوى ما هو مطلوب , فنحن لا نحصل إلا على 10% من نظام الإكساء وحين نطالب المعنيين يكون الرد دائما هو عدم وجود الاعتماد المالي اللازم . مع أن وظيفتنا مدنية ذات طابع عسكري . وحين استشهاد أحد العناصر وهو على رأس عمله فإن التعويضات تكون عادية .
وقال عنصر آخر رفض ذكر اسمه: بما أن عملنا يتصف بالخطورة الكبيرة ومحاط بالمصاعب , فعلى المعنيين أن يؤمنوا لنا ما يلزم كي نقوم بواجبنا على أكمل وجه؛ فأحيانا وبسبب نقص الكادر والآليات نستعين ببعض المحافظات القريبة كمحافظة طرطوس أو حماة.
وأضاف آخر بأن ما حصل العام الماضي من حرائق في ريف المحافظة وكانت حرائق كبيرة وخطيرة كادت تصل إلى منازل المواطنين في ريف حمص الغربي خير دليل على تقصير الجهات المعنية في المحافظة بتزويدنا بما يلزم . وقد يلقى أحدنا حتفه خلال تأدية واجبه وسبق أن حصل ذلك حيث استشهد سائق صهريج عام 2018 في منطقة شين بريف حمص الغربي بسبب صعوبة الطرق وعدم وجود خطوط نار لتسهيل الوصول إلى منطقة الحريق .
– مجلس مدينة حمص يرد..
رئيس مجلس مدينة حمص المهندس “عبدلله البواب” وعند سؤاله عن ضرورة تأمين ما يلزم لفوج إطفاء حمص لضرورة العمل قال : لقد تضرر عدد كبير من الآليات الموجودة لدى فوج الإطفاء خلال فترة الحرب العدوانية على سورية وخرجت عن الخدمة , وتُقدر الكلفة المالية للآلية الواحدة بمئات الملايين , وقد زودتنا الوزارة ومنذ أربع سنوات ككل المحافظات بسيارتين فقط , ونحن في مجلس المدينة عدّلنا الموازنة من أجل رفد فوج الإطفاء باحتياجاته الضرورية فضاعفنا الاعتماد ثلاثة أضعاف , من أجل اللباس الداخلي لكل عنصر بدلتان للعمل والأحذية العادية والرياضية . ونعمل دائما وفق ما هو متوفر لدينا.
*أهل مكة أدرى بشعابها..
محطتنا الأخيرة كانت لدى رئيس فوج إطفاء حمص العميد “حسن عمار” حيث تحدث بصراحة عن وضع الفوج قائلاً: نعمل في ظروف صعبة نوعاً ما , والصعوبة تأتي من النقص الحاصل في الكادر ومن نقص الآليات , أما بالنسبة إلى الكادر فمن المعروف أن عنصر الإطفاء يجب أن يتمتع بلياقة بدنية وأن يكون سباحاً ماهرا , وهاتان الصفتان تقلان مع التقدم بالعمر ، أي أن فئة الشباب في عملنا هي المُفضلة، وقد قلّ نقص العناصر بسبب تقاعد البعض وفصل البعض الآخر لأسباب معينة ،فنحن الآن لدينا 110 عناصر من أصل حاجتنا الفعلية وهي 180 عنصرا, بالإضافة إلى أن الآليات الموجودة 14 آلية فقط وجاهزيتها بحدود 60%, وهناك آليتان فقط جاهزيتهما تتراوح بين 80- 90% ومع ذلك ننفذ المهام المطلوبة على أكمل وجه.
وتابع العميد عمار : يبدو من خلال الواقع الميداني أن حجم العمل المطلوب لا يتناسب مطلقا مع الإمكانيات ففي اليوم الواحد قد نذهب لإخماد حوالي خمسة عشر حريقا وفي أماكن متفرقة لأنه من المعروف أن محافظة حمص محافظة مترامية الأطراف.
-*بحاجة إلى تدريب..
كما تحدث رئيس الفوج عن لحظ حاجة الفوج ممن تقدم إلى مسابقة التوظيف المركزية لرفد الفوج بالعنصر البشري اللازم مبينا أنه تم فرز ثمانية جنود وسائقين , وهم حتى الآن لم يلتحقوا بالفوج وحين يلتحقون سنجري لهم اختبارا خاصا ،فقد يكونوا غير مؤهلين ولا تنطبق عليهم شروط العمل في الفوج من ناحية العمر واللياقة البدنية والوضع الصحي السليم وإجادة السباحة “كما أسلفنا” وسنرفع نتائج الاختبار لمجلس المدينة لتعيين من تتوفر لديه الشروط المطلوبة , وحتى عندما يتم تعيينهم سيخضعون لدورة تدريبية ليكونوا مؤهلين تأهيلا كاملا ويقوموا بعملهم على نحو جيد . مع أن حاجة الفوج أكثر من ذلك بكثير …!!