الثورة – آنا عزيز الخضر:
واقع مؤلم، علاقات مرتبكة بعيدة عن المنطق.. تعامل تشوبه الهشاشة، مواقف يغلبها عدم التوزان، ﻻ شيء مقنع، ﻻ شيء مرضٍ، لا شيء مريح.. الوضع مربك في كل الاتجاهات…
إلى ماذا يرمي، وإلى أين يؤدي كل هذا الاختلال؟.. هل يؤدي إلى مصحة أم ماذا؟.. ماذا لو تساءل بهذا مريض خرج لتوه من المصحة النفسية؟.
مقاربات وأسئلة مفتوحة كثيرة، وفي جميع المجاﻻت، يضعنا أمامها فيلم “الخروج إلى الداخل”.ّ تأليف وإخراج: “لوتس مسعود”ّّ، والفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
يحكي الفيلم قصة شاب يخرج لتوه من مصحة نفسية، وأثناء عودته بعد انتهاء فترة علاجه، وخلال يوم واحد يضطر لقضائه وحيداً، يكتشف حاﻻت وحاﻻت، تصرفات وأفعال وسلوكيات، لم يكن ليعرفها في مصحته..
حول الفيلم والأسلوب والرؤية وتفاصيل أخرى، تحدثت الفنانة “لوتس مسعود” قائلة: ﻻبد من القول بداية، إن الشخصيات ﻻ تمثل أفراداً وإنما، هي تجسيد لحالات إنسانية واجتماعية، فالفيلم لا يقدم حالة شخصية بحد ذاتها، بل هي حالة وواقع عام، وصل إليه الناس نتيجة الظروف، والشخصية الأساسية (آرام) الذي بقي في المصحة، يُصدم بعد خروجه بكثير من التغيرات، التي تم خلالها تسليط الضوء على حالة سلبية رصدت عبر الفيلم، الغربة الكبيرة التي خلقتها تلك الظروف، فهي قاسية إلى حد عدم التأقلم معها، فكان (آرام) وغيره من الشخصيات، يمتلكون أبعاداً يمكنها تجسيد شرائح اجتماعية عديدة، وكل شخصية استخدمتها لتكون وجهاً آخر لحالات موجودة في المجتمع، وكل الحاﻻت والظروف كانت مجتزأة من الواقع، ورغم خصوصية فكرة طرح المرض النفسي ودقتها، إﻻ أنها تلهم المبدع وتمكنه من أن يغني موضوعه، معتمداً على الواقع بكون من دخل إلى المصحة، قد دخل بسبب ضعوط واقع أصعب من أن يقبل.
الفيلم من تمثيل: يزن الخليل – تيسير ادريس – ريموندا عبود – حمادة سليم – أمير برازي- أمينة عباس.