الثورة:
تشكل الرواية الفلسطينية مشهداً إبداعياً مميزاً في ديوان العرب الجديد الذي هو الرواية..
والرواية الفلسطينية لا تخرج عن قضيتها المركزية مع كل ما تمثله من تطور في الأسلوب والمعالجة.
والروائيون الفلسطينيون في الداخل والخارج هم الأقدر على وضعها على طاولة النقد من خلال الحوار، وهذا ما فعله الناقد وحيد تاجا في كتابه الجديد الذي صدر حديثاً عن دار” كنعان للدراسات والنشر” ونحن عنوان:
” الرواية الفلسطينية في الداخل والشتات.. حوارات”.
قدمه الناقد الفلسطيني المعروف د. فيصل دراج
ضم الكتاب 23 حواراً أجراها وحيد تاجا مع روائيين من داخل فلسطين (أراضي 48) ومن الضفة الغربية وقطاع غزة، فضلاً عن عدد من روائيي الشتات، أمثال رجاء بكرية وعلاء حليحل و محمود شقير و وليد الشرفا وعيسى القواسمة، وأحمد رفيق عوض وفجر يعقوب و محمد مهيب جبر وحسن حميد، وغيرهم..
في مقدمته قال الناقد فيصل دراج:
في كتاب وحيد تاجا ” الرواية الفلسطينية في الداخل والشتات”، وهو الأول من نوعه في مجاله، ما يلبي حاجة ضرورية متعددة الأبعاد: فهو عمل توثيقي يمر على أكثر من عشرين كاتباً فلسطينياً، يحاورهم، ويعرّف بأعمالهم، ويقارن بينهم، بشكل صريح أو مضمر، ويربط بين كتاباتهم المتنوعة و “المأساة الفلسطينية”، التي أنتجها تاريخ لا عدل فيه، وتقاوم هذا التاريخ، منذ أكثر من ستين عاماً، بأدوات عادلة، وإن كان العدل، في المنتهى الأخير، كلمة محدودة الحروف تحتكم إلى ميزان القوى.
هذا الكتاب يسدّ فراغاً واسعاً لا سبيل إلى إغفاله وتجاوزه، فقد بقيت الرواية الفلسطينية مشدودة إلى حقبة محددة، تنوس بين الستينيات ونهاية الثمانينيات، وإلى أسماء قليلة لامعة ـ غسان كنفاني، وجبرا إبراهيم، جبرا، وإميل حبيبي، ويأتي كتاب تاجا لينفتح على مساحة زمنية أكثر اتساعاً، وعلى أسماء عديدة متفاوتة القيمة والمنظور، تتأمل ما كانته فلسطين وما ستكونه، مستولدة الأمل من مواقع فعليّة، أو من أخرى يجاورها الوهم أو أشياء منه.
وهو كتاب يفيد المعرفة الأدبية، ويفيد الباحثين عن دلالة الوطن، والمنفى، والسجن، والمخيم، والكفاح المستمر، وهو كتاب عن الذاكرة الفلسطينية في شكلها الأدبي.
كتاب مهم لأنه يلقي الضوء على تجارب إبداعية عربية غنية، ويسلط الضوء الكاشف عليها من خلال المبدعين أنفسهم.