الملحق الثقافي – د.سلمى جميل حداد:
في الجمع منفى وفي المفرد وطن
يراكَ كما أنتَ
يحبكَ كما أنتَ
يستضيء بك كوهج أسنان الذهب
يتنفس بكَ كجبلٍ يحمل الضباب فوق كتفيه
يتدفّأ بكَ كشمسٍ جففت طين التكوين
ينحني لغبطتكَ حين تزرع كوكباً بفكرة
يطير مع فراشاتك كسرب ضوء
ويراكَ كما أنتَ
ويحبكَ كما أنتَ
كما أنتَ…
في الجمع منفى وفي المفرد وطن.
حين تمطر السماء
كأنني ما كنت ُ
وما وزعتُ على المارين تحت نافذتي حبق الغياب،
يا سهامي التي تكسرت في جسد الحياة
ومضت تشاركني الأرق
يتسع سجني الجلديّ لأكثر من موت..
في كل مرة أموت فيها
يبتعد عني قليلاً ليلبسه التراب
وحين تمطر السماء
أنبتُ من بذور الكتان في كفني
شجرة زيتون عند المعصرة القديمة
أوَ تعرفني حين تحملق في فستاني الزيتيّ
وتمسح بيديك عن وجهي رائحة صابونة الغار؟
مهلاً
لا يعنيني الجواب!
أعدني إلى اللحظة
إلى اللحظة التي أراكَ فيها شعاعاً من يقين
مائدة تضرب موعداً لكعك العيد
حرفاً يبذر قمحه لأبجديات الطمأنينة والسكون
أعدني إلى أنتَ
إلى ضحكة الهواء الطلق على شفتي الشمس
إلى متعة الرجوع، الرجوع إلى الخلف
إلى ملخص فصول العمر في كتب اللقاء،
إلى نحن أعدني وانتصر على الأنا والأنت
العدد 1108 – 23- 8-2022